أم سليمان (52) عاماً، امرأة خمسينية تعيش في ظرف نفسي قاهر، بعد أن طلب أبناء زوجها الثاني مغادرة بيته هي وابنتها اليتيمة البالغة من العمر 18 ربيعاً، ولا تدري ما تصنع بها الحياة مستقبلاً وهي لا تملك أي دخل مادي، خصوصاً أنها عفيفة لا يعلم عن حالها إلا المقربين. رحل زوجها الثاني مخلفاً لها تلك اليتيمة من دون عائد مالي، فلم يكن له مصدر دخل ثابت، كما أن أبناءها من الزوج الأول يشاركونها في السكن، ما أدى إلى إحراجها أمام أبناء زوجها، لكن أحوالهم المأسوية لا تقل سوءاً عن والدتهم. تكفكف أم سليمان دموعها، وهي تتحدث بعبارات ملؤها الحيرة والخوف من المستقبل، فلا تدري أين تسكن؟ فابن زوجها يريد أن يتوسع هو وعائلته، وهاجسها قلق على مستقبل ابنتها اليتيمة، لا تدري ماذا تصنع بها الأيام؟ لا تملك الأرملة الحائرة خيارات أو بدائل تخفف عنها المصيبة التي ألمت بها، فهي لا تجد مالاً لتشتري به بيتاً أو تدفع بها إيجاراً، ما زاد القلق والضغط عندها، خصوصاً في ظل ارتفاع إيجار الشقق التي أصبحت لا تطاق ولا يمكن توفيرها. وتقول أم سليمان: «بعد أن توفي زوجي الثاني، عشت مع أبنائه من الزوجة الأولى في دور أنا وابنتي التي خلفتها منه، ومرت قرابة 15 عاماً ونحن في المسكن، لكن الابن يريد أن يتوسع هو وذريته، لذا طلب مني أن أترك المنزل (الدور) الذي احتواني أنا وابنتي وكذلك بعض أبنائي المتزوجين، لأن مرتباتهم قليلة ولا يجدون مالاً حتى يسكنوا في بيت مستأجر». وتخفف الابنة اليتيمة عن أمها المصاب وتقول: «نحن واثقون أن الله لن يتركنا وسيأتي اليوم الذي تفرج فيه الأمور وتتحسن». وعلى رغم أن قلقها لا يقل عن أمها، إضافة إلى أنه أثّر سلباً على دراستها، لكنها لا تريد أن تظهر ذلك أمام والدتها «لا أريد أن أزيد الهم والقلق على أمي، فأنا في حال مأسوية منعتني الاستمتاع بالحياة كبقية زميلاتي». تناشد أم سليمان أهل الخير وتخصص حديثها إلى «سلطان الخير» بقولها: «أرجو أن يصل حديثي إلى ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وأن يقف معنا فحالتنا والله يرثى لها، وكلي أمل بالله أن يرزقنا منزلاً يضمني أنا وأبنائي بعيداً عن منّة الناس».