نيويورك - «الحياة» - أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أمس بأن المصرفين الأميركيين «ولز فارغو أند كو» و «سيتي غروب» أكملا تسديد كل ما عليهما من ديون للحكومة الأميركية فتجنبا احتمال تعرضهما لضوابط حكومية مشددة وانتقادات من الرأي العام. وأعلن «ولز فارغو» أنه أكمل تسديد دَينه البالغ 25 بليون دولار، وتلاه «سيتي غروب» بإعلان تسديد 20 بليوناً وتمزيق ضمانات حكومية لخسائر تكبدها بسبب سندات مرتبطة برهون هالكة. وكان المصرفان اضطرا لجمع رأس مال قلص حصص مالكي الأسهم للخروج من البرنامج الحكومي لإنعاش الأصول المتعثرة، لكن الضوابط التي جاءت مع برنامج الإنعاش والضغط الذي تعرضت له إدارتا المصرفين دفعتهما إلى تسديد القروض في أسرع ما يمكن. وبذلك تكون المصارف الأربعة الأكبر في الولاياتالمتحدة ومصارف محلية كثيرة قد سددت قروضها الحكومية. ويبقى مصرفان كبيران لم يسددا كل ما عليهما، هما «بي إن سي» و «سان تراست بنكس». وأكدت الصحيفة أن السرعة في التسديد تؤكد أن المصارف عادت لتملك أوصولاً لرأس المال الخاص. لكنها تشير أيضاً إلى مقاومة المصرفيين النفوذ الحكومي الذي لجم أتعاب المديرين ومنع المصارف من العمل في حرية مطلقة. ولم يكن أكيداً أن «ولز فارغو» و «سيتي غروب» سيسددان ما عليهما قبل عيد الميلاد، وكان «بنك أوف أميركا» فاجأ المستثمرين بإعلانه مطلع الشهر الجاري خططاً لتسديد 45 بليون دولار اقترضها من الحكومة. واختلف «سيتي غروب» مع الحكومة حول شروط التسديد قبل التوصل إلى تسوية في 14 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. ويعود البرنامج الحكومي لإنعاش الأصول المتعثرة إلى خريف 2008 حين بدأت الأزمة المالية وعانت من تداعياتها مصارف أميركية، خصوصاً بعد انهيار «ليمان براذرز». وضغطت وزارة الخزانة الأميركية على بعض المصارف الكبرى لقبول قروض حكومية خشية أن تنهار وتُسقط معها النظام المالي الأميركي، ما شجع مصارف أصغر على قبول المساعدة الفيديرالية.