علمت «الحياة» من مصادر مطلعة في حركة «حماس» أن الحركة «أنجزت المرحلة الأولى والثانية من انتخاباتها الداخلية»، موضحة ان المرحلة الأولى تشمل «انتخابات المؤتمر العام أو المجلس الشوري الموسع، ومن ثم (المرحلة) الثانية انتخابات المجلس الشوري المصغر». وقالت ان «من المرتقب أن تنتهي انتخابات المكتب السياسي للحركة خلال شهر على أقصى تقدير»، موضحة أن الانتخابات تعقد كل أربع سنوات بشكل دوري. وكشفت مصادر فلسطينية موثوق بها ان الانتخابات الداخلية في «حماس» تسير وفق ثلاث مراحل: انتخابات المجلس الشوري الموسع، وانتخابات المجلس الشوري المصغر، ثم انتخابات المكتب الإداري والسياسي للحركة. ولفتت إلى أن أعضاء المكتب السياسي لا يشكلون كل قيادة الحركة، بل هناك شخصيات قيادية أخرى، رافضة الخوض في ذلك «لأن تناول الوضع التنظيمي للحركة غير مخول الحديث فيه». وأوضحت المصادر أن الانتخابات داخل الحركة لم تعد سراً، مشيرة إلى أن الانتخابات في غزة جرت على المستويات كافة، أي من القاعدة إلى مسؤولي المناطق والتنظيم. ولفتت الى صعوبة إجراء انتخابات مماثلة لها في الضفة الغربية لأن غالبية قيادات الحركة هناك إما معتقلون في السجون الإسرائيلية، وإما موقوفون ومحتجزون لدى الأجهزة الأمنية للسلطة. وقالت المصادر: «غالبية القيادات الإدارية للمكاتب، محمد غزال وحسن يوسف ومحمد النتشة وآخرون، معتقلة». واستبعدت امكان إجراء انتخابات في الضفة نظراً الى الوضع الأمني، مرجحة معالجة هذا الأمر إما بالتمديد لهؤلاء أو أن تفوض هذه القيادات ممثلين عنها. وأوضحت المصادر أن المجلس الشوري المصغر يضم نحو 25 قيادياً يمثلون المناطق الفلسطينية المختلفة في الداخل وخارج الوطن بنسب متفاوتة، خصوصاً الضفة وغزة. واضافت أن أعضاء المجلس الشوري المصغر هم أعضاء في المكتب السياسي. وتوقعت المصادر تصعيد القيادي في الحركة، مسؤولها في لبنان أسامة حمدان ليصبح عضواً في المكتب السياسي، كما رجحت أن يخسر القيادي محمد نزال موقعه في عضوية المكتب السياسي في الحركة، لافتة إلى أن من يفقد موقعه في المكتب السياسي توكل إليه مهام أخرى داخل الحركة، سواء رسمية أو تنظيمية وتكلفه بها القيادة. وضربت مثلاً على ذلك القيادي نزار ريان (الذي استشهد في الحرب الأخيرة على غزة)، اذ رغم فوزه في الانتخابات والتجديد له، إلا أنه قدم استقالته من العمل التنظيمي للتفرغ للبحث العلمي، وعندما استشهد لم يكن يشغل أي موقع رسمي في الحركة، لكنه ظل عضواً قيادياً فاعلاً فيها. وعلى صعيد من سيشغل رئاسة المكتب السياسي، قالت المصادر إن أعضاء المكتب السياسي هم الذين يسمون رئيس المكتب السياسي بالتوافق ووفق مصالح الحركة، مرجحة أن يستمر خالد مشعل في موقعه رئيسا للمكتب السياسي رغم أنه في هذا المنصب منذ 12 عاماً. واوضحت أنه جرى تعديل أخيراً يعطي الحق لرئيس المكتب السياسي بأن يرشح نفسه لرئاسة المكتب السياسي مرة ثالثة، لافتة إلى أن رئاسة الحركة تتم لفترتين اساسا، أي ولايتين، وجرى هذا التعديل أخيراً. يذكر أن نائب رئيس الحركة موسى أبو مرزوق هو من كان يشغل رئاسة الحركة قبل مشعل، لكن المصادر رجحت أن يبقى مشعل وأن يرشح نفسه، متوقعة فوزه.