أعلنت اللجنة العليا لإغاثة النازحين في العراق عودة 5703 نازحين من بغداد إلى الأنبار بسبب تعرضهم لتهديدات بالقتل، وعدم حصولهم على الحماية، فيما أكدت بعثة الأممالمتحدة قتل 812 وإصابة 1726 عراقياً خلال نيسان (أبريل) الماضي. إلى ذلك، هددت محافظة بابل (120 كلم جنوببغداد) بقطع علاقاتها مع الحكومة المركزية إذا لم تدعم النازحين. وأكد الناطق باسم اللجنة العليا لإغاثة النازحين عبد القادر الجميلي في بيان أمس «أهمية دور الجيش في الحفاظ على أرواح النازحين، من خلال حماية المساجد والمخيمات التي آوتهم، من الذين سعوا إلى تفكيك اللحمة الوطنية». وأضاف: «منذ 20 نيسان 2015 ولغاية 3 أيار، عاد أكثر من 5705 أسر إلى المناطق المحيطة بالرمادي، بسبب التهديد والوعيد وعمليات القتل التي طاولت بعضهم». وأبدى استغرابه «استهداف الذين هربوا من جحيم داعش ليجدوا أنفسهم في جحيم آخر عندما هرعوا إلى بغداد»، وقال إن «عودتهم إلى الأنبار ليست بسبب الاستقرار النسبي الذي شهدته المحافظة، وإنما بسبب الخوف وعدم توافر الحماية اللازمة لهم في بغداد». وناشد رئيس مجلس القضاء في الأنبار علي داود أمس المنظمات الدولية والمحلية إرسال مساعدات إنسانية، مؤكداً وجود أكثر من 500 أسرة في حاجة إلى مساعدات عاجلة. وأضاف أن «أكثر من 500 أسرة نازحة ومهجرة من مناطق الأنبار في قضاء الخالدية في حاجة إلى مساعدات إنسانية وغذائية عاجلة». من جهة أخرى، أعلنت بعثة الأممالمتحدة (يونامي) قتل 812 عراقياً وإصابة 1726 على الأقل خلال نيسان (أبريل) المنصرم. وأوضحت في بيان أمس أن «عدد القتلى المدنيين بلغ 536 شخصاً، بينهم 30 قتيلاً من قوات الشرطة المدنية، في حين بلغ عدد الجرحى المدنيين ألفاً و456 شخصاً، بينهم 58 من قوات الشرطة». وأضافت أن «محافظة بغداد كانت الأكثر تضرراً، إذ بلغ مجموع الضحايا المدنيين ألفاً و165، بواقع 319 قتيلاً و846 جريحاً. وبلغ عدد الضحايا في محافظة ديالى 26 قتيلاً و55 جريحاً، تلتها محافظة كركوك، حيث سقط 30 قتيلاً و18 جريحاً، ثم صلاح الدين حيث لقي 34 شخصاً مصرعهم وجرح 13، ومن ثم نينوى حيث قتل 33 شخصاً وأصيب ثلاثة». وأشار بيان البعثة إلى أن «المعلومات التي حصلت عليها من دائرة الصحة في الأنبار، أكدت أن عدد الضحايا المدنيين في المحافظة بلغ 601، بواقع 88 قتيلاً و513 جريحاً، وهم 21 قتيلاً و249 جريحاً في الرمادي، و67 قتيلاً و264 جريحاً في الفلوجة». ونقل البيان عن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيش قوله إن «العشرات من العراقيين الأبرياء يسقطون كل يوم، ضحايا أعمال إرهابية والصراع المسلح المستمر في بعض محافظات البلاد». وزاد أن «استمرار تدهور الوضع الأمني يجعل الحاجة إلى المصالحة الوطنية أكثر إلحاحاً». وقال محافظ بابل صادق السلطاني ل «الحياة» إن «الحكومة المركزية لم تقدم الدعم اللوجستي للمحافظة لمساعدة النازحين لذلك سنقطع العلاقات والتعاون مع وزارة الهجرة والمهجرين إذا لم تقدم الدعم المادي والمعنوي». وأوضح أن «الحكومة المحلية ستمنح تلك الجهات فترة محدودة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتقديم المساعدات للنازحين فاللجنة العليا لإيواء النازحين التي خصصت قبل عام مبلغ عشرة بلايين دينار (حوالى 8 مليون دولار) عادت وخفضت المبلغ إلى خمسة بلايين دينار وهو مبلغ قليل ولم نحصل عليه حتى الآن». وأضاف أن «عمليات دعم النازحين تتم حالياً بمساعدات شخصية من أبناء المحافظة ومنظمات المجتمع المدني ووكلاء المرجعية الدينية والمنظمات الدولية». وقال رئيس لجنة الهجرة في مجلس محافظة بابل رياض عداي ل «الحياة» «لم نحصل من اللجنة العليا سوى 128 مليون دينار (حوالى 100 ألف دولار) خصصناها لشراء مواد إغاثة، في حين وفرنا المستلزمات الضرورية لما يزيد على ألف عائلة دخلت المحافظة».