أعلن مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أن بلاده لن تجري أي تفاوض، مع أي فئة ضالة، وأنها لن تتفاوض مع المسلحين الذين قاموا بمحاولات يائسة لانتهاك الحدود السيادية السعودية المحاذية لليمن، وأكد أن السعودية لا تتحدث إلا مع «حكومات نظامية». وأعلن الأمير خالد، إثر جولة تفقد خلالها مسرح العمليات العسكرية جنوب بلاده، أن القوات المسلحة السعودية تسيطر على أراضيها بالكامل بعدما طهرتها من المسلحين المتسللين. وأوضح أن ما ذكره قائد القوات البرية حول تطهير 75 في المئة من المنطقة الحدودية تم فهمه خطأ، إذ إن ال75 في المئة هي المنطقة التي يتركز فيها المتسللون، أما ال25 في المئة الباقية فإن ذلك لا يعني أنها بيد المتسللين، بل «هي تحت سيطرتنا، وهذه هي النقاط التي يتسلل منها واحد أو اثنان أو ثلاثة الآن، وليست هناك تجمعات». وأضاف: «الشريط (الحدودي) السعودي كله الآن تحت السيطرة». وقال في شأن الحدود السعودية: «أنا أؤكد لكم أنها مسيطر عليها تماماً». وقال مساعد وزير الدفاع والطيران أن المنطق يقول إن ولاء المتسللين هو لدولة أخرى غير دولتهم، وان معداتهم وأسلحتهم التي تم تدميرها تدل على أنها لا تأتي من متسللين، «بل تأتي من دولة وربما أكثر من دولة تمدهم». وشدد على أن القوات السعودية لن تتوانى في قتل أي من يدخل المنطقة التي حددت في السابق بأنها «منطقة قتل». وأوضح الأمير خالد في تصريحات أعقبت جولته التفقدية أمس، أن كل حدود بلاده «مؤمَّنة بالكامل»، وحذر من أي محاولة لاختراقها «سيتم فيها تدمير المتسلل». وأمهل متسللين قدر عددهم بأربعة أشخاص قال إنهم موجودون في منطقة الجابري الحدودية مهلة تراوح بين 24 و48 ساعة لمغادرة المنطقة، «وفي حال عدم تراجعهم إلى بلدهم سيتم تدمير الموقع بأكمله بلا هوادة». وأعلن مساعد وزير الدفاع السعودي أن عدد شهداء القوات المسلحة السعودية بلغ في العمليات الحدودية الجنوبية 73 شهيداً و26 مفقوداً، بينهم 12 شهيداً أبلغت السعودية بأن الله توفاهم لكنها لم تتسلم جثثهم بعد، كما أن هناك جثثاً أخرى لم تتضح أماكنها. وقال إن عدد المصابين انخفض من 470 إلى 60 مصاباً. وذكر أن الخسائر في صفوف المتسللين «كبيرة جداً». وأكد الأمير خالد أن السعودية تحترم الأسرى حتى لو كانوا أعداء، وأنها مسؤولة عن راحتهم طبقاً لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. وكشف مساعد وزير الدفاع والطيران أن بين عناصر التسلل من يحمل جنسيات دولتين إلى ثلاث دول، لكنه لم يشأ الإفصاح عن اسم أي من تلك الدول. وأضاف: «إن المعارك والاشتباكات العسكرية الكبيرة على الشريط الحدودي مع المتسللين باتت شبه منتهية، خصوصاً خلال الأسبوع الحالي. ولم يتبق سوى تسللات بسيطة واستخدام قناصة، ستكون القوات السعودية لها بالمرصاد حتى آخر متسلل». وطمأن شعبه إلى أن المهمة الخاصة بإحباط عمليات التسلل «تمت بنجاح»، مؤكداً استمرار بقاء القوات السعودية على الشريط الحدودي «حتى لو كان هناك مجرد متسلل واحد فقط». وأضاف: «لهذا لا تخافوا على المملكة ما دام جند خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحمونها أرضاً وسماءً». وشدد على أن القوات المسلحة السعودية في تدريب مستمر. ولفت إلى أن بداية المهمة العسكرية على الشريط الحدودي تم التجاوب معها خلال ثلاث ساعات بالقوات الجوية والبرية والبحرية كافة «في مدة بسيطة وبتحرك ممتاز لم يقع فيه أي حادث». وقال إنها تمكنت خلال الشهر ونصف الشهر الماضي من تدمير جميع التجمعات التي استحدثها المتسللون داخل نطاق الشريط الحدودي. وزاد أنه لم يبق سوى متسللين بمجموعات تراوح بين فرد وثلاثة أفراد، وأنهم اعتمدوا في الوقت الراهن، جراء انعدام قدرتهم على المواجهة مع القوات المسلحة السعودية، على أعمال القناصة. وشدد مساعد وزير الدفاع والطيران على أن السعودية لا تريد محاربة أحد، ولا تريد التدخل في خصوصية أي دولة مجاورة، وأنها تتمنى أن تكون مساندة لدولة اليمن وازدهارها، متمنياً على المتسللين العودة إلى عقلهم ورشدهم، وإلى أن يكون ولاؤهم لدولتهم وليس لأي دولة أخرى.