قالت مصادر متابعة للتطورات داخل جماعة «الإخوان المسلمين» إن انتخابات مجلس الإرشاد التي حسمها تيار المحافظين أو ما يسمى ب «جبهة القطبيين»، والتي يتزعمها الأمين العام للجماعة الدكتور محمود عزت، عقّدت الموقف المتأزم أصلاً في الجماعة بدل تهدئته. وعلمت «الحياة» أن اللجنة المشرفة على الانتخابات انتهت من اختيار اسمين لمنصب المرشد العام للجماعه من بين خمسة هم محمود عزت ومحمد بديع ورشاد الaبيومي وعبدالرحمن عبدالبر إضافة إلى الدكتور محمد حبيب، تمهيداً لعرضهما على مجلس الشورى العام لاختيار خليفة لعاكف. وأكدت مصادر في «الإخوان» أن مسألة التأخير في إعلان المرشد الثامن جاءت «نتيجة للأجواء التي صاحبت انتخابات مكتب الإرشاد ورغبة الجميع في الإخوان في تهدئة الأجواء، وكذلك الإجراءات المعقدة التي تصاحب اختيار المرشد، إذ ينبغي على الجماعة بعد تسمية المرشد عرضه على مجلس الإرشاد العالمي لإقراره». ورجّحت المصادر ألا يخرج اسم المرشد عن عضو مكتب الإرشاد الجديد الدكتور محمد بديع الذي حاز على أعلى عدد من أصوات مجلس شورى الجماعة، يليه أمين الجماعة الدكتور محمود عزت. غير أن مصادر وثيقة الصلة كشفت ل «الحياة» أن اسم المرشد المقبل «سيفجّر مفاجأة للجميع»، مشددة على أنه «سيخرج عن كل التوقعات»، وقالت إن «إرجاء الإعلان عنه جاء لتهدئة الأجواء المشحونة». ولم تستبعد «أن يكون اسم المرشد ترضية لعناصر بعينها». وأمام المرشد العام الجديد الذي من المرجح الإعلان عنه خلال الأسبوعين المقبلين، مهمات عمل جسام يأتي في طليعتها وأد فتنة الخلافات وترتيب البيت الداخلي في محاولة للخروج من نفق الانقسامات، وصولاً إلى التعاطي مع قضايا مجتمعية، خصوصاً أن الساحة المصرية مقبلة على عام ساخن تشهد خلاله استحقاقين نيابيين هما التجديد النصفي لمجلس الشورى وانتخاب كلي لمجس الشعب اللذين يُنظر إليهما على أنهما الأهم في التاريخ الحديث. وتؤكد الجماعة أنها ستشارك بقوة فيهما. ويؤكد رئيس المكتب السياسي للإخوان الدكتور عصام العريان الذي تمكن من الفوز بمقعد في مكتب الإرشاد «أن المكتب الجديد عليه مسؤولية كبيرة لمعالجة ما خلّفته الانتخابات ... على ألا يكون الأمر مجرد أحاديث وشعارت لكن ينبغي وضع إجراءات فعلية تتعلق بقضايا ومشاكل برزت في الأيام الأخيرة واقتراحات تقدم بها عدد من قادة الجماعة». وأوضح ل «الحياة»: «لدينا عدد من الاقتراحات والطلبات بتعديل بنود بعينها في اللائحة، وكذلك مؤسسات تحتاج إلى تفعيل مثل مجلس شورى الإخوان واللجان القانونية. وينبغي على مكتب الإرشاد حسمها والتوافق عليها». واعتبر العريان أن الأجواء التي مرت بها الانتخابات «سلبية بالقطع» وقال إنها «تحتاج إلى ترميم وعلاج، والجميع مدرك أن الأجواء أدت إلى نوع من القلق لدى أعضاء الجماعة وأنصارها». وشدد العريان على أن تركيبة المكتب الجديد - الذي تميّز بسيطرة الجناح المحافظ - «لن تغير في الاستراتيجيات والسياسات العامة للجماعة ... فغالبية الأعضاء الجدد كانوا متواجدين في المجلس السابق». وقال: «مسألة تعديل الأفكار والاطروحات تحتاج إلى وقت كبير ... أما الاستراتيجيات فهي واحدة ولن تتغير». وعلى رغم سعي المرشد العام الحالي مهدي عاكف إلى إنهاء الجدل بتأكيده أن التعجيل بالانتخابات جاء بناء على رأي مجلس الشورى العام ل «الإخوان» وليس بناء عن رأي فردي، مثلما قال نائبه محمد حبيب، غير أن أجواء الانقسامات لا تزال مستمرة في التفاعل خصوصاً مع تزايد الانتقادات لخطوة الإسراع في الانتخابات والتي يتزعمها تيار الشباب داخل الجماعة. وعلمت «الحياة» ان اجتماعاً سيُعقد اليوم لمكتب الإرشاد بتشكيلته الجديدة يرأسه المرشد الحالي مهدي عاكف. ومن المنتظر أن يسعى الاجتماع الأوّل للمكتب بعد انتخابه إلى بحث عدد من القضايا الملحّة في طليعتها الأجواء التي صاحبت العملية الانتخابية. وشددت مصادر في «الإخوان» على أن عدم انتخاب محمد حبيب في مكتب الإرشاد الجديد «لن يؤثر في مهمات عمله في الجماعة وهو لن يتقدم باستقالته بعكس ما تردد في وسائل الإعلام». وقالت ل «الحياة»: «الدكتور حبيب لديه مهمات أخرى وهو عضو في مجلس الشورى العالمي للإخوان».