وجهت مشاركات في الحوار الوطني، جملة من الانتقادات إلى جلسات اليوم الأول، منتقدات «سيطرة وجهات النظر، والآراء الخاصة» على أجواء الحوار، إضافة إلى «الحدة» التي شابت الجلسة الأولى، ونشوب خلاف بين تيارات فكرية، وارتفاع أصوات بعض المشاركين. وذكرت الشاعرة أشجان هندي، أنها لم تستمع بعد إلى حوار، مشيرة إلى «غلبة وجهات النظر والمداخلات، وتسجيل المواقف، على الأجواء»، إضافة إلى تصفية الحسابات». وتطلعت إلى أن «يحظى الحوار، بمساحة أرحب في جلساته المقبلة». كما تمنت «ألا يبقى مجرد تعبير عن جملة من الآراء الخاصة، التي تهدف إلى خدمة مشاريع خاصة»، لافتة إلى أن الهدف من إقامة الحوار «خدمة الوطن». وشددت على أهمية «تغييب الأهواء الفردية، وتغليب مصلحة الوطن، لأننا لم نلتق من أجل أن يلغي كل منا الآخر، ونستخدم تجاه بعض الضمائر المنفصلة، مثل: هم، ونحن، والآخرون، وأنتم». وطالبت هندي، أن «تجمعنا صيغة واحدة وضمير واحد هو «نحن» الذي يمثل الوطن»، مشيرة إلى وجود مداخلات «جيدة». كما وصفت المحاور المطروحة ب «الجيدة». وتمنت أن تكون الجلسات المقبلة «أفضل في ظل هذا التنظيم الكبير والممتاز، وفي ظل إتاحة هذه الفرصة إلى التحاور، بين النخبة المشاركة، من تيارات ثقافية مختلفة. بدورها، انتقدت رئيسة اللجنة النسائية في نادي تبوك الدكتورة عائشة الحكمي، «الاندفاع، والحدة» التي شابت الجلسة الأولى بين المتحاورين من التيار الإسلامي والحداثي»، موضحة أن «الإسلاميين اعتبروا أن في المسألة هجوم على الخطاب الإسلامي ومبادئه، فيما انتقد الحداثيون بعض مفردات حوار الطرف الأول، التي تخطئ الآخر، وتصفه ب«الفساد». وأرجعت السبب إلى «وجود فجوة لا تزال قائمة بين الطرفين، واختلاف مشارب الثقافة، وتعدد وجهات النظر حول الموضوع المطروح، وتصور الخطاب الثقافي الراهن، سماته وأسلوبه». وذكرت الحكمي، أن «أحد الحضور انتقد اجترار خطاب الحوارات السابقة، وعدم تفعيل بعض توصياتها، ووجود فجوة بين المتحاورين»، لافتة إلى «تنويه مديري الحوار بأهمية مراعاة آدابه». وأشارت إلى أن الجلسة الثانية التي كانت حول «قضايا الخطاب الثقافي، الإعلامية، والتعليمية، والمؤسسات الثقافية» خلت من تشنجات الجلسة الأولى، وتمتعت بهدوء نسبي»، مؤكدة أن «ثقافتنا تعاني من ثغرات، حاول المشاركون طرح رؤاهم حول سبل معالجتها». ونوهت إلى أن محور «المؤسسات الثقافية»، «نال الحظ الأوفر في النقاش، ما نتج عنه اجماع غالبية المشاركين، على ضرورة إجراء انتخابات إلى مجالس الأندية الأدبية». وعزت السبب إلى أن هذه المؤسسات «تعاني من قصور، وضعف جمهور فعالياتها». وامتدحت «إتاحة الفرصة إلى المتحاورين، للتعبير عن آرائهم، وطرح إشكالات واقعية حول قضايا الإعلام، والتعليم، ومفردات الثقافة في شكل عام، وذلك من خلال واقعهم البيئي والوظيفي، ومنطلقاتهم الثقافية، ما أثرى الحوار»، مشددة على أن محصلة اليوم الأول «كشفت عن تباين واضح في أسلوب الخطاب بين المتحاورين»، واصفة موضوع الحوار ب»المتميز». كما امتدحت «توقيته، وتنظيمه، وحرص المشاركين على حضور الالتزام في حضور جلساته»، معتبرة أن ذلك يعود إلى «احترامهم للمشروع، والأفكار المطروحة من خلاله».