اعتقلت الشرطة في مدينة بالتيمور الأميركية ليل الجمعة، متظاهرين تحدّوا حظر التجوّل المفروض منذ 4 أيام في المدينة، للاحتجاج على وفاة الشاب الأسود فريدي غراي، على يد الشرطة خلال توقيفه في 12 نيسان (إبريل) الماضي. وشكّل المتظاهرون سلسلة أمام قوات الأمن، على رغم إعلان ملاحقة ستة شرطيين وتوجيه تهم، بينها القتل غير المتعمد، الى أربعة منهم، وهتفوا لدى اقتراب رجال الشرطة المكلّفين مراقبة التجمعات: «أرسلوا الشرطة الى السجن، النظام كله مذنب»، و «أوقفوا احتلال بالتيمور». وقال أحد الموقوفين بعد إطلاقه: «أوقفت ظلماً. إنها مدينتي. أنا أقيم هنا وليس الشرطة»، علماً أن بالتيمور تشهد تظاهرات يومية منذ وفاة غراي، تحوّلت إحداها الى أعمال شغب الاثنين. ورفع متظاهرون آخرون لافتات كتب عليها «شكراً موسبي»، في إشارة الى مارلين موسبي المدّعية العامة لولاية ماريلاند التي أعلنت سابقاً ملاحقة ستة شرطيين، وهو ما ندد به مايكل ديفي، محامي نقابة شرطة بالتيمور، باعتباره «تسرعاً» من القضاء، بينما رحب السكان وأفراد من أسرة غراي بالقرار. وقال ديكستر ديلارد (47 سنة) أمام سوبرماركت تعرّض للنهب وأضرمت النيران فيه، في اسوأ أعمال شغب تشهدها المدينة منذ ستينات القرن الماضي: «ننتظر ذلك منذ زمن طويل». ونشرت وسائل إعلام صور الشرطيين الستة، وبينهم ثلاثة من السود. وأشارت رئيسة بلدية بالتيمور ستيفاني رولينغز بلايك، الى أن خمسة منهم هم قيد التوقيف، بينما أوردت وسائل الإعلام المحلّية أن الستة موقوفون. وفي مؤتمر صحافي، أوضحت المدّعية العامة موسبي، أن التحقيق والتشريح كشفا وفاة غراي «بسبب إصابة مميتة في عنقه، لأنه كان مكبّل اليدين والرجلين بلا حزام أمان، نتجت من عدم وضعه حزام أمان داخل عربة الشرطة التي توقفت ثلاث مرات». وأشارت الى أن غراي عانى من صعوبات في التنفّس وطلب إعطاءه أدوية بلا جدوى»، موضحة أن الشرطيين «عثروا على سكين في بنطلونه، لكنهم لم يعطوا أي مبرر لتوقيفه، لذا يلاحق ثلاثة منهم بتهمة توقيفه في شكل غير قانوني». وأكد حاكم ماريلاند، لاري هوغان، ثقته بالقضاء الجنائي»، وحضّ «كل الأطراف على التصرّف في شكل سلمي». في نيويورك، تظاهر مئات من الأشخاص في «يونيون سكوير» وسط مانهاتن، رافعين لافتات كتب عليها: «العدالة لفريدي غراي»، «حياة السود وذوي البشرة الداكنة مهمة»، و «انزعوا سلاح شرطة مدينة نيويورك». وأثارت قضية غراي مجدداً، الجدل القائم في الولاياتالمتحدة حول تسرّع رجال الشرطة أحياناً في استخدام العنف ضد السود، خصوصاً الشباب. وبين أبرز هذه الحالات، قتل شرطي أبيض في مدينة فرغسون بولاية ميسوري، شاباً أسود يدعى مايكل براون، في حزيران (يونيو) 2014، ما تسبّب في أعمال شغب، لكن هيئة محلّفين رفضت توجيه أي تهمة الى الشرطي. على صعيد آخر، اندلعت اشتباكات بين حشود والشرطة خلال مسيرات عيد العمال في مدن بالساحل الغربي للولايات المتحدة، ما اضطر الشرطة الى الرد بإطلاق قنابل صوتية ورذاذ الفلفل، واعتقال 16 شخصاً. وأفادت الشرطة بأن «المحتجين المناهضين للرأسمالية، رشقوا الضباط في سياتل بأدوات معدنية وحجارة، ما أدى الى جرح 3 منهم». وأظهرت لقطات بُثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، محتجين يهشمون نوافذ متاجر في سياتل، وحشوداً تتفرق بعدما أطلقت عناصر شرطة ترتدي زي مكافحة الشغب، قنابل صوتية. وأعلنت الشرطة إن المتظاهرين أضرموا النار في القمامة، وألحقوا أضراراً بعشرين سيارة على الأقل. وفي أوكلاند، تجوّل مئات من المحتجين في الشوارع، وحطموا نوافذ أكثر من مئة متجر ومطعم وبنك على طول الطريق، ما حتّم اعتقال بعضهم. ويستغل المحتجون يوم عيد العمال سنوياً، لجذب الانتباه إلى قضايا العمل والهجرة. كما استخدم متظاهرون في أنحاء البلاد المناسبة، لتنظيم مسيرات ضد عنف الشرطة.