في أزمة غير مسبوقة تعيش العاصمة صنعاء ومدن اليمن للأسبوع الثالث على التوالي في ظلام تام نتيجة للانقطاع الكلي للتيار الكهربائي، بسبب تخريب خط نقل كهرباء مأرب - صنعاء وانعدام الديزل والمازوت اللازمين لتشغيل المحطات. وأعلنت وزارة الكهرباء اليمنية أن انعدام الوقود المشغّل لمحطات التوليد، أدّى إلى انقطاع الكهرباء عن 90 في المئة من السكان المقدّر عددهم ب25 مليون شخص. وأوضحت في بيان أن خطوط نقل الطاقة «400 كيلوفولط» بين مأربوصنعاء، تعرّضت لاعتداءات تخريبية في 13 نيسان (أبريل) الماضي، ما أدّى إلى خروج محطة مأرب الغازية ذات القدرة 341 ميغاواط والمزوّد الرئيسي للكهرباء عن الخدمة. وأشارت إلى أن خط النقل بطاقة 132 كيلوفولط في محافظة لحج جنوب اليمن تعرّض للتخريب، ما أدّى إلى خروج محافظة عدن عن المنظومة الكهربائية الوطنية، وكذلك الخط بطاقة 132 كيلوفولط في مدخل محافظة تعز، والخط ذي الطاقة 132 كيلوفولط بين فج عطان وحزيز، خصوصاً في منطقة فج عطان بصنعاء. وحذّرت وزارة الكهرباء من كارثة إنسانية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، خصوصاً في المجال الصحي والمياه والبيئة وجميع مناحي الحياة اليومية. وأكد المدير العام للمؤسسة العامة للكهرباء خالد راشد، أن قطاع الكهرباء أصبح في أسوأ حالاته بسبب انقطاع وصول الديزل والمازوت إلى معظم محطات توليد الطاقة الكهربائية بما فيها محطتا رأس كثيب والمخا البخاريتين اللتين تعملان بأحمال منخفضة جداً تصل إلى 50 ميغاواط. وأشار في بيان إلى أن المحطتين معرّضتان للتوقّف خلال ساعات، إضافة إلى بقاء محطة مأرب الغازية خارج الخدمة التشغيلية نتيجة الأضرار التي لحقت بخطوط الضغط العالي في «كيلو 400 صافر» في منطقة الجدعان بمأرب. ولفت إلى أن الفرق الفنية للمؤسسة العامة للكهرباء لم تتمكّن من إصلاح الأضرار بسبب المواجهات المسلّحة في المنطقة، مشيراً إلى ازدياد معاناة اليمنيين بسبب طول انقطاع التيار الكهربائي، خصوصاً بعد توقف إمدادات الطاقة إلى كثير من المستشفيات ومضخّات المياه، وتحديداً في المناطق المضطربة مثل عدن والحديدة والمكلا. وطالب مدير مؤسسة الكهرباء بضرورة توفير الديزل والمازوت لتشغيل المحطات الكهربائية، والسماح للفرق الفنية بإصلاح الأضرار وإعادة تشغيل محطة مأرب الغازية وإعادة ربط المنظومة الوطنية للكهرباء المقطوعة في منطقة العند بمحافظة لحج «جنوب اليمن» بما يسمح بتشغيل آمن للمنظومة الكهربائية وتخفيف معاناة المواطنين.