واشنطن - «نشرة واشنطن» - بدأ مشترو المنازل الأميركيون ينتبهون إلى مسألة تعريض الطبيعة للأخطار، مع ارتفاع سعر الوقود الذي يستخدم في تسخين المياه وتبريد المنازل ذات البناء التقليدي. ويروج أصحاب مشاريع بناء المنازل لمساكن عصرية تفي بمعايير بيئية صارمة، لا تفيد البيئة فحسب بل تعود بالنفع على جيوب مالكيها. وتنامى الاهتمام بسرعة في المنازل ذات الكفاءة في استهلاك الطاقة في السنوات الأخيرة عالمياً، وفقاً لهارفي بيرنشتين الذي يرأس شركة «ماغرو هيل» الأميركية لرصد حركة سوق المباني السكنية الخضراء، التي تتوقع ان ترتفع حصّة المنازل ذات الكفاءة في الطاقة في سوق العقارات الأميركية، من اثنين في المئة الى 20 في المئة بحلول عام 2013. وتسخّر المنازل الجديدة، التي تشيدها شركة ك «بروكفيلد» للمنازل الجاهزة، الطاقة التي تتأمن من حرارة الشمس والرياح وحرارة الأرض. وتركّب لوحات من الخلايا الشمسية الضوئية على سطوح المنازل وتربطها بعدادات طاقة في مقصورة تحوّل ضوء الشمس الى طاقة كهربائية، وتنقل أنابيب ماء زجاجية على سطح المنزل الماء الساخن إلى خزّان، وتزود أنابيب أخرى ممتدة من الخزان البيت بماء ساخن عبر حنفيات ماء ومراحيض ورؤوس دوش حديثة، تتدفق منها كميات ماء في شكل مدروس. وتركّب على سطوح المنازل أيضاً توربينات رياح خفيفة الوزن تولّد 400 وات من الطاقة الكهربائية في الأيام التي تشتد فيها سرعة الرياح، وتخزّن الكهرباء في بطاريات يمكن استغلالها في وقت لاحق، كما ان هذه المنازل مزودة بمصابيح ذات كفاءة في استخدام الطاقة. ويجرى توليد الطاقة للحفاظ على حرارة المنزل من الداخل بفعل وحدة تسخين وتبريد تعمل على الحرارة الساخنة من باطن الأرض، فتبقى الحرارة ثابتة بحدود 13 درجة مئوية. وصممت المباني من طبقات لغرض إضاءة الغرف بأكبر مقدار ممكن بالضوء الطبيعي كما تستخدم مصاعد تستهلك طاقة أقل من المصاعد الهيدروليكية التقليدية التي تشغّل بواسطة الماء. وتشعّ النوافذ ذات لوحتي زجاج مزدوجتين الحرارة من الغرف خلال فصل الصيف وتساعد في التقاط الهواء الساخن خلال الشتاء. وتستخدم مواد عازلة مصنوعة من مواد مُعاد تدويرها ومناضد مطبخية مصنوعة من مواد شبيهة بمناضد حجرية. ويركب بعض أصحاب البيوت لوحات سقوف مصنوعة من مواد مركّبة من البلاستيك المعاد تدويره والنشارة، وتتسم هذه السقوف بسهولة صيانتها ومقاومة العفن وإبعاد حرارة الشمس من المنازل في الصيف. ويوضح بيرنستين ان «المنازل الخضراء وجدت لتبقى ومشترو المنازل يثمنون حقيقة ان مواد بنائها توجد بيئة حياتية أسلم». وعلى رغم ان المنازل التي تستخدم مواد بناء ذات طاقة أكفأ هي أغلى ثمناً من المنازل ذات نظم تقليدية للطاقة، يعوّض الفارق في السعر التوفير في فواتير الكهرباء في المدى البعيد. ويعتبر مدير المبيعات في شركة «بروكفيلد» للمنازل الجاهزة بيتر ديلي ان توظيف التكنولوجيات ذات الكفاءة في الطاقة يخفض من أكلاف الطاقة للمستهلك بنحو 70 في المئة. ولأن المستهلكين يعتبرون المنازل التي تُبنى وفقاً لمعايير بيئية هي أعلى جودة، فإنهم مستعدون ان يدفعوا ثمناً أغلى لها على رغم تفاوت أسعارها في السوق. وأنفق أحد أصحاب البيوت في منطقة نيو إنغلاند (شمال شرق البلاد) مبلغاً لتشييد منزل يتناسب مع البيئة يزيد بنسبة 20 في المئة عما كان سينفقه على بناء منزل تقليدي، لكنه يتوقع ان يسترجع الكلفة الإضافية من طريق التوفير في الطاقة خلال خمس سنوات. وتقدم ولايات أميركية كثيرة والحكومة الفيديرالية حوافز ضريبية للمواطنين لجعل المباني ذات كفاءة أكبر في استهلاك الطاقة. وأسس «مجلس المباني الخضراء» الأميركي، وهو منظمة غير ربحية، نظاماً لإصدار شهادات «الريادة في الطاقة والتصميم البيئي» لغرض تشجيع تبنّي معايير بناء ذات كفاءة في الطاقة عالمياً. وهذا النظام هو المعيار المرجعي لتصميم مبان خضراء وبنائها وتشغيلها في الولاياتالمتحدة.