استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض أمس أمراء ووزراء وكبار موظفي الديوان الملكي وديوان رئاسة مجلس الوزراء وكبار المسؤولين وقادة وضباط الحرس الملكي، كما استقبل جموعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بسلامة الوصول إلى الرياض. وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها، ثم تشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. عقب ذلك ألقى قاضي المحكمة العامة في محافظة البدائع الشيخ محمد بن صالح السحيباني كلمة قال فيها: "لقد شرّف الله تعالى ولاة أمر هذه البلاد كابراً عن كابر منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - برعاية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وقاموا ببذل جهود ملموسة مباركة في خدمة الحجاج والمعتمرين ما أضفى على شعائر الحج راحة وطمأنينة وانسياباً، وهم لا يريدون بذلك أجراً ولا شكوراً من الناس، وإنما يرون رضا الله عز وجل أغلى مطلب لهم". وأضاف: "لقد منّ الله علي بالحج سنوات عدة مشاركاً في توعية الحجاج عن طريق حملات الحج، ويعلم الله اننا كنا نصاب برهبة وخوف شديدين عند رمي الجمرات وكلنا نتواصى بأخذ الحيطة والحذر، ونأمر محارم النساء أن يتوكلوا عنهن ولا يذهبن بأنفسهن لأنهنّ ضعيفات. بل كان بعضنا يودع رفاقه عند ذهابه للرمي، لأن شبح الموت كان يطاردنا في كل خطوة. وفي عام 1424ه وقع تدافع مات بسببه عدد من الحجاج، ما كدّر خاطركم، فغضبتم لله غضبة مضرية، وأصدرتم أمركم الكريم بإنشاء جسر ضخم للجمرات مهما بلغت كلفته، قمتم بعزم وحزم وجد وتشمير بإنشاء هذا المعلم البارز الذي يعد بحق تحفة من تحف الزمان، وتابعتم شخصياً مسيرة بنائه حتى اكتمل وخرج بحلة قشيبة مزدانة بلمساتكم الناصحة وتوجيهاتكم النافعة، وصار بناءً يبهر العقول ويشرح الصدور ويذهب شبح الخوف من حجاج بيت الله حتى إنني أذهب لرمي الجمرات ومعي أولادي - ذكوراً وإناثاً - فكأنما نذهب للنزهة فلا خوف ولا هم ولا قلق ولا نمسك بأيدي النساء، ولا نضع عليهن سياجاً بشرياً حتى لا يذهبن ضحية للتدافع كما كنا نفعل من قبل، وكنا نقف على حوض الجمرات مباشرة ونرمي بكل يسر وسهولة فجزاكم الله يا خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء وأحسن الثواب وأكمل الأجر". وأفاد: "إن حجاج بيت الله يشركونكم معهم في دعواتهم على هذا العمل الكبير، وكذلك يشركونكم في دعائهم على الصفا والمروة عند إتيانهم بالسعي براحة وطمأنينة بعد أن كان المسعى يمتلئ فيقف الناس أحياناً لا يقدرون على المشي، أما اليوم فصاروا يقضون سعيهم براحة وسكينة بعد أن وسعتم لهم المسعى وسع الله لكم في الدنيا والآخرة، ولو فرضنا أن عدد الحجاج في كل عام يبلغ ثلاثة ملايين، فقام ثلثهم فقط بالدعاء لكم على هذا التيسير، لكان لكم ملايين الدعوات تقرع أبواب السماء من حجاج البيت الحرام الذين هم وفد الله إن سألوه أعطاهم، فكيف إذا كان كل الحجاج يدعون لكم، بل هنيئاً لكم يا خادم الحرمين الشريفين دعوة من لا ينطق عن الهوى رسول رب العالمين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه حيث قال: «اللهم من ولى من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به»، ونشهد الله وملائكته والعالم كله أنكم قد رفقتم بحجاج بيت الله، وسعيتم بما يريحهم ويسهل عليهم، وهذه عبرة مشاعر تتردد في الصدر وعند كل حاج مثلها وأكثر شكر الله سعيكم، وأدام عزكم ورد كيد عدوكم في نحره». وتابع الشيخ السحيباني: «لقد أثبتت قيادتكم الحكيمة يا خادم الحرمين الشريفين أن بلادنا قوية بفضل الله، لها القيادة والسيادة والريادة، فلقد أشرفتم رعاكم الله على قيادة الحجيج، وحرصتم كل الحرص على سلامتهم، ووقفتم بكل قوة وحزم لمن يريد المساس بأمنهم وسلامتهم، وكانت هناك أبواق تهدد وتتوعد، ولكن لما رأت القوة والحزم لم تجرؤ أن تتجاوز حدودها ولا بمقدار شعرة واحدة، وفي غمرة الانشغال بأمن الحجيج وسلامتهم إذا بكارثة جدة تقع في وقت عصيب، وتحدث دماراً هائلاً أرق مضاجعكم، فغضبتم لله وأصدرتم أوامركم الكريمة بمواساة المنكوبين ومحاسبة المقصرين وتأديب المفسدين، ما أزال الألم من النفوس، وأثلج صدر كل مواطن صالح، وأرهب قلب كل مفسد، وما إن اطمأن مقامكم الكريم على نجاح الحج نجاحاً باهراً شهد به القاصي والداني، وبدلاً من الخلود إلى راحة مستحقة، إذا بكم يا خادم الحرمين الشريفين تتوجهون إلى الجهة الجنوبية لمؤازرة جنودنا البواسل حماة الثغور المرابطين على الحدود، والشد على أيديهم وبث الحماس في نفوسهم، نسأل الله أن ينزل نصره المؤزر عليهم عاجلاً غير آجل، وأن يرد كيد المتسللين بغيظهم، ثم يقف مقامكم الكريم على أحوال أهل القرى المشردين وتتلمسون حاجاتهم، وتصدرون أوامركم بإنشاء عشرة آلاف وحدة سكنية، فلله درك من قائد محنك وأب عطوف وملك شجاع، ينطبق عليك ما قيل في والدكم المعظم: ملك تجسد في أثناء بردته غيث وليث وإعطاء وحرمان واختتم: «لا يفوتني أن أهنئ مقامكم الكريم والشعب السعودي، وأهنئ نفسي بعودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن سالماًً معافى من العارض الصحي الذي تعرض له، وأسأل الله أن يديم عليه لباس الصحة والعافية، فهو ساعدكم الأيمن وعضدكم بعد الله، ونشكر له تلك الزيارة التي قام بها فور وصوله إلى أرض الوطن بزيارة المصابين من جنود قواتنا المسلحة، والشد على أيديهم وإكرامهم، وأسأل الله العلي القدير أن يطيل في عمركم يا خادم الحرمين الشريفين على عمل صالح، ويعز بكم الإسلام والمسلمين، ويعلي بكم كلمته وينشر على أيديكم رحمته، وأن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين، وأن يحفظ عليها أمنها وعقيدتها وقيادتها، ويجعلها سخاء رخاء، وأن يرد كيد كل عدو وحاسد في نحره، ويجعل تدبيره تدميراً عليه». الملك وولي العهد يهنئان رئيس رومانيا إلى ذلك، هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رئيس رومانيا الرئيس ترايان باسيسكو بمناسبة فوزه في انتخابات الرئاسة في بلاده. وعبّر خادم الحرمين في برقية بعثها باسمه واسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية عن أجمل التهاني وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة له، والتقدم والازدهار لشعب رومانيا الصديق. كما أعرب ولي العهد عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة للرئيس الروماني، ولشعب رومانيا الصديق التقدم والازدهار.