تباينت آراء البريطانيين العاديين في موقع "فايسبوك" حول تصريحات رئيس "حزب الاستقلال" البريطاني المناهض للهجرة نايجل فاراج الذي قال إنه يفضل استقبال المهاجرين الهنود والاستراليين في بريطانيا على المهاجرين من دول شرق اوروبا التي كانت قابعة تحت ما اسماه ب "الستار الحديدي" الشيوعي. وتأتي تصريحات فاراج قبل اقل من اسبوعين من الانتخابات البرلمانية في بريطانيا، المقررة في السابع من أيار (مايو) المقبل. وأبدى فاراج في مقابلة مع تلفزيون "بي بي سي" البريطاني، قلقه الشديد من ازدياد عدد المهاجرين القادمين من شرق اوروبا، وقال: "يجب ان اعترف، لدي من افضله، إذ من الطبيعي ان يتحدث المهاجرون من الهند واستراليا الانكليزية، ويعرفون القوانين السائدة، ولديهم ارتباط بالمملكة مقارنة بغيرهم من الذين يأتون من دول لم تتعافَ تماماً من الوقت الذي امضته خلف الستار الحديدي"، في اشارة إلى النظام الشيوعي الذي كان سائداً في دول شرق اوروبا. وانتقدت كارمينا تيليبيشل تصريحات فاراج، معتبرة ان "الطريقة التي يصنف بها الناس اعتمادا على خلفيتهم الاثنية امر مشين". ودعته إلى الابتعاد من هذه الخطابات "لانها لم تعد مجدية، إذ لن تستطيع ان تقنع حتى الناس الوطنيين للغاية بهذا النوع من الكلام"، كما طالبته بالبدء في "حل المشكلات الحقيقة التي تواجهها البلاد". ووافقها ايان كرافورد الرأي قائلا ان "الخوف من الاجانب ورقة جيدة جدا في التعاملات السياسية". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن فاراج اشارته في المقابلة ذاتها إلى ان حزبه يهدف من خلال الخطابات القوية إلى "ايقاظ الناس"، سائلة ما اذا كانت هذه الخطابات ستؤتي ثمارها، خصوصا في وقت يواجه فيه فاراج صعوبة في الوصول إلى البرلمان. ودافع ناثان هيو عن موقف فاراج، قائلا انه "ليس ضد الهجرة بالمطلق لكنه ضد الهجرة غير القانونية"، ووافقه شون ديلايني مشيرا إلى ان "فاراج ضد سياسات الحدود المفتوحة التي ينتهجها الاتحاد الاوروبي، إذ انه يريد ان تكون المملكة المتحدة صاحبة القرار في موضوع الهجرة اليها وليس اوروبا". واعتبر بوشيل لونغ ان فاراج كان يواجه محاوراً هجومياً اتهمه بالعداء للاجانب، في حين ان "مغزى كلام فاراج هو تفضيله المهاجرين ذوي الحرفة العالية، فكان يريد القول انه يفضل هجرة مهندس برمجيات هندي على هجرة ايدي عاملة غير حرفية من شرق اوروبا". وذكرت الصحيفة الأميركية انه في الوقت الذي فشلت فيه محاولات "حزب الاستقلال" في استقطاب الناخبين ذوي الاصول الجنوب اسيوية، فان تفضيل فاراج الهنود على الباكستانيين او البنغلاديشيين يحمل دلالة واضحة، مشيرة إلى ان الحزب متخوف من احتمال سيطرة الاسلاميين على اوروبا،. كما لفتت إلى التصريحات المعادية للاسلام التي ادلى بها بعض اعضائه. واعتبرت جوليا غيبونس ان هذا النقاش عقيم، سائلة: "ما صلة هذا النقاش بالقرن ال21 الذي نعيش فيه".