التقى أمس رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على هامش مؤتمر كوبنهاغن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والرئيس التركي عبدالله غل ورئيس حكومة الكويت الشيخ ناصر الصباح ووزير الخارجية الشيخ محمد الصباح ووزير النفط السعودي علي النعيمي. وقال الحريري ل «الحياة» إن لبنان الآن في مجلس الأمن ممثلاً للدول العربية، و «نحن نتعاون وننسق مع الدول العربية حول القضايا التي تهمنا، وقد تناولنا هذا التعاون وتحدثنا عن القرار 1701 وأهمية أن نطبقه وعلى اسرائيل أن توقف الاعتداءات التي تقوم بها يومياً». وأضاف: «غير مقبول أن تخرق اسرائيل يومياً الأجواء اللبنانية». وحول تشجيع الحكومة المستثمرين العرب على العمل في لبنان، قال الحريري إن موقف الحكومة في البيان الوزاري «يندرج في إطار منطق واقعي يأخذ بحاجات المواطن اللبناني، وهناك أمور عديدة يجب أن تتم لتسهيل عمل المستثمرين سواء كانوا عرباً أم لبنانيين، لأنه غير طبيعي أن يتطلب إنشاء شركة ما أو إغلاقها مدة سنة، ويجب تحسين كل الإجراءات ودعم إصلاحات وزارة العدل وزيادة مكننة المؤسسات الحكومية لتسريع وتيرة عملها». وعما إذا كان سيتوجه الى دمشق قريباً جداً وفقاً لما ذكرته الصحف اللبنانية، قال: «قريباً». ومن جهته، قال وزير خارجية الكويت الشيخ محمد الصباح إن «الحديث دائم» بين لبنان والكويت، وأنه «من الروح الى الروح» و «لدينا تطلعات مشتركة لتعزيز التعاون بين الدول العربية». أضاف: «نحن بصفتنا في رئاسة مجلس التعاون الخليجي والحريري رئيس حكومة دولة عضو في مجلس الأمن تكلمنا عن تثبيت الأمن في المنطقة والقضايا المطروحة في مجلس الأمن مثل القضية الفلسطينية والعراق وأيضاً إعادة بناء لبنان، فهذا موضوع يهمنا لأن الكويت التزمت بهذه المسيرة». وأكد أن الكويت «ملتزمة بدعم اللبنانيين ليس فقط من الناحية المادية إنما أيضاً من الناحية السياسية». وذكر أن الحريري عرض على الجانب الكويتي مبادرات وأفكاراً جديدة لحكومته، مشيراً الى أن «هذا الأمر أسعدنا وهو محل اهتمام للمستثمر الكويتي لكوننا نعرف لبنان أكثر من أي بلد آخر ولدينا تواجد طويل فيه». وخلال لقائه الرئيس التركي غل، شكر الحريري مساهمة بلاده في قوات «يونيفيل» وقيامها بتنفيذ العديد من المشاريع الميدانية في مختلف المناطق اللبنانية، وطلب منه الضغط على اسرائيل لوقف خروقها المستمرة للقرار 1701. والتقى الحريري نظيره اليوناني جورج باباندريو وناقش معه سير أعمال المؤتمر والأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية. وفي القاهرة، قال الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي إن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط الذي التقى الحريري على هامش المؤتمر مساء أول من أمس «أكد خلال اللقاء الدعوة الموجهة من رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف الى الحريري لزيارة مصر»، مشيراً الى أن الحريري وعد بتلبية الدعوة في أقرب وقت ممكن «في إطار سعي البلدين الشقيقين لتعزيز علاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات». وأشار الناطق الرسمي الى أنه «تم خلال اللقاء التطرق الى عدد من المواضيع الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك». وكان أبو الغيط اوضح ان لقاءه مع الحريري تميز «بمودة شديدة، وهو يحظى بكل الثقة المصرية، ويحظى كذلك بثقة الرئيس حسني مبارك وبكل من هو قادم من مصر، لقد وقفنا الى جانبه ودعمناه وسنستمر في دعمه». ورأى أن «الوضع الاقليمي يمر في مرحلة حرجة، وهي تأتي نتيجة لتوقف الجهود المبذولة من أجل السلام، وزيادة التوتر في المنطقة نتيجةً للملف النووي الايراني»، مشيراً إلى «حاجة الى حركة ما تركز اولاً على المصالحة الفلسطينية ثم بناء موقف عربي يؤكد الدعم الكامل للفلسطينيين من الدول العربية، ثم نتحرك مع المجتمع الدولي ممثلاً بالولايات المتحدة والرباعي الدولي». وأضاف: «كذلك فإن الملف النووي الايراني يسبب لنا قلقاً شديداً لأننا نقترب من لحظة إذا ما تطورت الامور فيها الى عقوبات او غيرها، فهذا سيقود الى مواجهة، والمواجهات تؤدي دائماً الى زيادة التوتر في الاقاليم، إضافة الى انها تدفع دائماً بالطرف الايراني لكي يسعى إلى إثارة مشكلات للقوى الغربية، وإثارة مشكلات للقوى الغربية معناها اراضٍ عربية وقضايا عربية».