كشفت وزارة الداخلية السعودية أمس عن دهم وكر لأفراد تنظيم داعش بإحدى المزارع في محافظة حريملاء في منطقة الرياض، يحوي أسلحة وذخائر وسبع مركبات، ثلاث منها كانت في حال التشريك استعداداً للتفجير، والقبض على المواطن يزيد بن محمد أبونيان، المتورط بقتل رجلي أمن أثناء استقلالهما دورية أمنية شرق الرياض أخيراً، إنفاذاً لتوجيهات صدرت من التنظيم الإرهابي في سورية. وأوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي خلال مؤتمر صحافي أمس، أنه إلحاقاً للبيان المعلن في 19 جمادى الآخرة الماضي، عن تعرض إحدى دوريات الأمن أثناء تنفيذ مهامها الاعتيادية بشرق مدينة الرياض لإطلاق نار من سيارة مجهولة الهوية نتج منه استشهاد الجندي أول ثامر عمران المطيري ، والجندي أول عبدالمحسن خلف المطيري، فقد تمكنت الجهات الأمنية من القبض على أحد المشتبه بتورطهم في هذه الجريمة، مؤكداً أن السلطات الأمنية ما تزال تبحث عن الشخص الثاني في العملية ويدعى نواف بن شريف بن سمير العنزي، ويستخدم اسم «برجس». وأشار اللواء التركي إلى أن المشتبه به في الحادثة يدعى يزيد بن محمد بن عبدالرحمن أبونيان البالغ (23 عاماً)، ضبط خلال عملية دهم لمكان اختبائه في إحدى المزارع في مركز العويند بمحافظة حريملاء، مبيناً أنه بالتحقيق مع المشتبه ومواجهته بما توفر ضده من قرائن، أقر بإطلاق النار على دورية الأمن، وقتل قائدها وزميله امتثالاً لتعليمات تلقاها من عناصر تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في سورية. وبحسب المتحدث الأمني، فإن المشتبه به اعترف بتلقيه تعليمات من التنظيم للبقاء في السعودية، للاستفادة من خبراته في استخدام الأسلحة، وصناعة العبوات الناسفة والتفخيخ، وصناعة كواتم الصوت في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية. وقال المشتبه به إن تنظيم «داعش» في سورية وجهه للقاء مواطن يدعى «برجس» ويتحدث اللهجة المغاربية بأحد المواقع شرق العاصمة السعودية في 17 جمادى الآخرة الماضي، إذ حصلوا خلال اللقاء من عناصر التنظيم في سورية على تفاصيل العملية المطلوب منهما تنفيذها، وتحديد دور كل منهما. وأفاد اللواء التركي بأن سيناريو العملية تمثل في تولي أبونيان إطلاق النار على الدورية الأمنية، بينما يتولى زميله الآخر قيادة المركبة المستخدمة في العملية وتصويرها، مضيفاً: «كما أمنوا لهما السلاح والذخيرة ومبلغاً مالياً قدره 10 آلاف ريال سعودي من خلال طرف ثالث لم يقابلاه (على حد زعمه)، وأذنوا لهما ببدء تنفيذ العملية». وبين أن التحقيقات المكثفة والمستمرة في القضية أسفرت عن ضبط بندقية رشاش بولندية الصنع (عيار 7،62 ملم)، عثر عليها مدفونة في حفرة بعمق نصف متر داخل أرض مسورة بمنطقة برية تبعد مسافة كيلومتر واحد عن المزرعة التي كان يختبئ فيها الجاني بمركز (العويند)، موضحاً أنه عند إخضاعها للفحوص الفنية بمعامل الأدلة الجنائية، أثبتت النتائج أنها هي السلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة، من خلال تطابق العلامات المتخلفة عن الأظرف الفارغة والمقذوفات النارية مع بصمة البندقية. وأضاف: «كما عثر في الحفرة نفسها على سلاح آلي آخر، مع سبعة مخازن ذخيرة، و166 طلقة حية، ومبلغ مالي قدرة 4898 ريالاً سعودياً.» وأفصح عن ضبط سبع مركبات ثلاث منها كانت في مراحل التشريك، ومادة يشتبه بأنها من المواد المتفجرة، وأدوات تستخدم في أغراض التشريك مع مبلغ مالي قدره 4500 ريال سعودي، وثلاثة هواتف محمولة، أحدها أُخفي داخل إطار سيارة ترك على جانب الطريق المؤدي إلى محافظة رماح، والجهازان الآخران دفنا بالقرب منه، مفيداً بأن الفحص الفني لمحتويات الأجهزة الثلاثة أكد وجود رسائل نصية متبادلة بين منفذي الجريمة والعناصر الإرهابية في سورية، تضمنت إحداها ما يفيد بتنفيذهما العملية مع تسجيل لها بالصوت والصورة، ورسالة أخرى تأمرهما بالاختفاء والتواري عن الأنظار». وأكد تطابق النتائج الفنية المتوافرة من فحص الأجهزة الهاتفية المضبوطة مع ما أدلى به الموقوف في إقراره، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية تمكنت من تحديد من يُدعى «برجس» الذي أخفى هويته عن شريكه المذكور باستخدامه اسماً مستعاراً وتعمده الحديث بلهجة مغاربية إمعاناً منه في التضليل، وتبين أنه المواطن نواف بن شريف بن سمير العنزي، وهو من المطلوبين في قضايا حقوقية وجنائية. ودعا المطلوب نواف بن شريف سمير العنزي للرجوع إلى الحق وتسليم نفسه، مطالباً المواطنين والمقيمين ممن تتوافر لديهم أية معلومات عنه بالاتصال فوراً عبر الهاتف رقم (990)، والإبلاغ عنها. وخصصت وزارة الداخلية على لسان متحدثها الأمني مكافأة مالية قدرها مليون ريال سعودي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، محذرة كل من يتعامل معه أو يقدم له أي نوع من المساعدة أو يخفي معلومات تدل عليه، بأنه سيتحمل المسؤولية الجنائية كاملة، فضلاً على المسؤولية الدينية «لعن الله من أوى محدثاً».