ليس من السهل أن يتفق شعب بأكمله بما فيه قيادته على إطلاق لقب يتصل بالإنسانية وحب الخير والجود على شخصية، أياً كان وزنها، إلا لأنها تستحق بالفعل هذا اللقب بكل جدارة واستحقاق، أقول ذلك وقد كنت متابعاً وشاهداً على ملحمة الوفاء التي جسدها الشعب السعودي على مختلف مستوياته بمناسبة عودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، سالماً معافى إلى حضن الوطن بعد رحلته العلاجية الطويلة التي تكللت ولله الحمد بالنجاح، إذ أظهر الاحتفال غير المسبوق الذي أقيم في العاصمة السعودية الرياض، مشاعر الحب العميق التي يحملها هذا الشعب الكريم تجاه قيادته متمثلة في أميرها المحبوب الذي يحلو لاخوتنا السعوديين أن يلقبوه ب «سلطان الخير» و«سلطان الجود» و«أمير الإنسانية» وجلها تعبيرات مخلصة وصادقة وعفوية ظل يرددها الشارع السعودي في كل مكان منذ الإعلان عن موعد وصوله، وقد بدت الرياض في هذه الأثناء بهية تزين شوارعها، خصوصاً الرئيسة، لوحات الترحيب والأعلام الخضر ابتهاجاً واحتفاء بهذه المناسبة العظيمة. كما لاحظت وأنا أتابع بشغف تلك المظاهر الاحتفالية الفرحة العارمة والابتسامة العالية التي تبدو ناصعة في وجه كل من وقعت عيناي عليه، وكأن لسان حاله يقول «عشت يا سلطان... ودمت ذخراً لنا»، ما يدل على ما يتمتع به «الأمير الإنسان» من مكانة كبيرة في قلب كل مواطن. وفي تقديري أن إجماعاً بهذا المستوى لا يمكن أن يكون مجرد مصادفة أو صنعة بل هو نتاج عمل تراكمي ومؤسسي متأصل في هذه الشخصية التي حباها الله بمثل هذه الأعمال الخيرة منذ صغره، وها هو يحصد من خلال هذا التكريم والاستفتاء الشعبي اللا محدود كثيراً من رصيده الإنساني الذي زرعه في قلوب المحتاجين الذين هم - بلا شك - كانوا في طليعة مستقبليه. حقيقة الأمر فإن العمل الإنساني في المملكة العربية السعودية ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمير سلطان بن عبدالعزيز، فهو صاحب أيادٍ بيضاء لكل من طرق بابه، إذ يجد المتتبع لأعماله ومبادراته الإنسانية صعوبة في حصرها أو الإلمام بها، وذلك لكثرتها لأنها لا تنحصر في أرض الحرمين الشريفين فقط بل هي منتشرة في بقاع الأرض كافة، ولذلك تجد أن مشاعر وأحاسيس الحب لهذا الأمير الإنسان لم تقتصر على السعوديين وحدهم، فالمقيمون في هذه الأرض المباركة يبادلونهم المشاعر والأحاسيس الصادقة ذاتها عرفاناً بالجميل الكبير الذي قدمته هذه البلاد لكل فرد منهم. الحمد لله الذي رفع الأذى، وكشف الضر، وأعاد ولي عهد هذه البلاد الطاهرة إلى حضنها، ليستقر بين قلوب مواطنيه الذين يحملون له دوماً معزة وحباً وامتناناً وتقديراً لا يوصف، مواصلاً رحلة ومسيرة العطاء التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي جعلت المملكة نموذجاً يحتذى، وهنيئاً للشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية بشفاء «سلطان الخير». الأمين العام لجمعية الصحافيين السودانيين بالسعودية