أكد البيت الأبيض أمس أنه يتطلع الى الانتقال من العمليات العسكرية الى استئناف سريع للمفاوضات ومن دون شروط في اليمن، في شان «مرحلة انتقالية شاملة منبثقة من مبادرة مجلس التعاون الخليجي والحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي». وحذرت واشنطن أيضا من انتهاك القرار 2216 وتسليح الحوثيين أو الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أو ابنه كما قال البيان. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان في بيان أمس، إن «الولاياتالمتحدة ترحب بقرار الحكومة السعودية وشركائها في التحالف إنهاء عمليات عاصفة الحزم في اليمن». وأفاد البيان بأن واشنطن تتطلع «الى الانتقال من العمليات العسكرية الى استئناف سريع ومن دون شروط للمفاوضات بين جميع الأطراف بما يتيح لليمن استئناف المرحلة الانتقالية وفق مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي». وأكد البيت الأبيض أنه «يتطلع الى دور حيوي للأمم المتحدة في تسهيل الحوار السياسي وتحديد مكان له في القريب العاجل». وحذر الرئيس باراك أوباما إيران مباشرة من إرسال أسلحة إلى اليمن يمكن استخدامها في تهديد الملاحة بالمنطقة. وقال: «ما نحتاج إليه الآن هو جمع جميع الأطراف معاً والعمل على إيجاد تركيبة سياسية... الحل لن يكون عبر حرب بالوكالة في اليمن وقلنا للإيرانيين إن عليهم أن يكونوا جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة». وحضت واشنطن «جميع الأطراف، وتحديداً الحوثيين والداعمين لهم، على انتهاز الفرصة للعودة الى المفاوضات»، وقالت إن «الشعب اليمني يستحق فرصة لنقاش سلمي حول الدستور الجديد والمشاركة في استفتاء دستوري والتصويت في انتخابات حرة ونزيهة». وأشاد البيان بالتزام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بن سعود تقديم 274 مليون في المساعدات الإنسانية لليمن و «التزام السعودية والتحالف إيصال المساعدات والإغاثة لهؤلاء المتضررين والنازحين من المعارك». ودعا بيان البيت الأبيض أيضاً إلى «ضرورة التزام جميع الدول بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يمنع إيصال السلاح للقيادات الحوثية وللرئيس السابق علي عبدالله صالح وابنه ومن يعمل تحت إدارتهم». وأعاد البيان التأكيد على استمرار تحرك واشنطن لملاحقة «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية، التي «استفادت من تدهور الوضع الأمني والسياسي في اليمن». وقالت مصادر أميركية ل «الحياة» إن اتصالات مكثفة بين البيت الأبيض والقيادة السعودية، إضافة إلى «التنسيق والاستشارات»، سبقت إعلان وقف عمليات عاصفة الحزم والعمل لإعداد الأرضية لحل سياسي في اليمن. وفي حين رحب البيت الأبيض بإعلان التحالف إنهاء الغارات الجوية لعملية «عاصفة الحزم»، داعياً إلى استئناف الحوار السياسي في اليمن لإنهاء الأزمة، أكدت مصادر أميركية مطلعة أن الاتصالات بين واشنطنوالرياض التي جرت في الساعات التي سبقت الإعلان، أكدت على التلاقي الأميركي- السعودي في رسم الإطار السياسي للحل وضمان استقرار اليمن بشكل يثبت الشرعية ويمنع تنظيم القاعدة من استغلال الفوضى. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أليستر باسكي للصحافيين، إن «الولاياتالمتحدة ترحب بالإعلان الذي صدر عن الحكومة السعودية وشركائها في التحالف في شأن انتهاء عملية عاصفة الحزم في اليمن». وأضاف: «نحن ما زلنا ندعم استئناف عملية سياسية بمساعدة الأممالمتحدة وتسهيل المساعدات الإنسانية»، في إشارة إلى إعلان الرياض عن تدشين مرحلة جديدة سياسية بعنوان «عودة الأمل». وفي مقابلة تلفزيونية مع شبكة «أم. أس. أن. بي. سي.»، قال أوباما إن واشنطن كانت «صريحة للغاية» مع طهران في تحذيرها من إرسال أسلحة «للفصائل في اليمن» ما استدعى تعزيز الحضور الأميركي قرب المياه الإقليمية لليمن، وإرسال حاملة الطائرات تيودور روزفلت إلى منطقة الخليج بعد أنباء عن اتجاه تسع سفن شحن إيرانية إلى اليمن محملة بالسلاح إلى الحوثيين. وقال أوباما عن السفن الإيرانية المزعومة: «الآن سفنهم في المياه الدولية، هناك سبب لأن نبقي بعض سفننا في منطقة الخليج للتأكد من الحفاظ على حرية الملاحة». أضاف الرئيس الأميركي أن إدارته نقلت هذه الرسالة الى طهران: «ما قلناه لهم أنه إذا تم تسليم أسلحة الى فصائل داخل اليمن فإن ذلك قد يهدد الملاحة وهذه مشكلة، ونحن لا نبعث لهم رسائل غامضة نبعث لهم رسائل مباشرة جداً في هذا الصدد». وكانت واشنطن قدمت دعماً لوجستياً واستخباراتياً في عمليات «عاصفة الحزم». أما الأولويات الأميركية فهي تركز على عودة الاستقرار الى اليمن وسط المخاوف من أن الفوضى وتمدد الحوثيين وانهيار الحكومة عوامل ساعدت في تقوية تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» و «داعش» في اليمن.