عقدت دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً تنسيقياً أمس على مستوى رؤساء هيئات وجمعيات الهلال الأحمر، برئاسة رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الأحمر القطرية الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد، وخصص لحشد الجهود والتنسيق والاتفاق على تحرك سريع وخطط إغاثة عاجلة، وحضر الاجتماع وزير حقوق الانسان والاغاثة اليمني الدكتور عز الدين الأصبحي والأمين العام للشؤون الاقتصادية والتنمية في مجلس التعاون الخليجي عبدالله الشبلي. وتزامن هذا التطور مع «ترحيب مجلس الوزراء القطري في اجتماع عقده أمس بانتهاء «عاصفة الحزم»، بعد أن حققت أهدافها، وبدء عملية إعادة الأمل، استجابة لطلب من فخامة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي»، وحضّ المجلس برئاسة رئيسه الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني «الأطراف اليمنية كافة على التجاوب مع عملية إعادة الأمل والالتزام بالشرعية، واستئناف العملية السياسية، وتغليب المصلحة الوطنية من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى بلادهم وحماية مكتسبات الشعب اليمني الشقيق». وعلمت «الحياة» أن جمعيات الهلال الأحمر الخليجية اتفقت على اطلاق قوافل العمل الانساني نحو اليمن خلال ثلاثة أيام انطلاقاً من السعودية وجيبوتي وسلطنة عمان، وقال مدير العلاقات الدولية والقانون الدولي الانساني في جمعية الهلال الأحمر القطري الدكتور فوزي أوصديق في حديث إن الاجتماع الخليجي أقر «انشاء غرفة عمليات انسانية للجمعيات الخليجية برئاسة قطر وسيكون مقرها في الرياض، وتم الاتفاق على العمل الميداني الجماعي، كما تقرر دعم الاحتياجات اليمنية بخاصة في المجالات الصحية، وعلم أن الجمعيات الخليجية تنتظر استلام « قائمة الاحتياجات اليمنية في سبيل تقسيم الادوار بينها». وكان الدكتور المعاضيد شدّد لدى افتتاحه الاجتماع الخليجي على أن المنطقة تمر بظروف صعبة و»أن اليمن جزء منا وفينا»، وأكد السعي الخليجي للوصول الى أكثر الناس تضرراً في اليمن، أما الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية في مجلس التعاون الخليجي عبدالله الشبلي فأكد دعم مجلس التعاون لأدوار جمعيات الهلال الأحمر الخليجية في اليمن، وأعرب عن أمله أن يسود الوئام والاستقرار وأن ان ينعم اليمن بالتنمية. ووجّه وزير حقوق الانسان والاغاثة اليمني نداء عاجلاً إلى دول الخليج دعاها الى تقديم معونات انسانية، وقال إن بلاده تعيش اوضاعاً كارثية ( في المجال الانساني)، وطالب بإيجاد حل لمشكلة الحظر البحري ليتم منح تراخيص للبواخر لادخال مواد غذائية الى السوق اليمنية، ونوّه ب» المواقف الانسانية الاخوية التاريخية التي وقفتها دول مجلس التعاون مع اليمن في الظروف الصعبة والعادية». واشاد باطلاق مرحلة «اعادة الأمل» بعد «عاصفة الحزم»، واعتبرها «منصة لتحقيق استقرار حقيقي من مدخل انساني»، وان «اعادة الأمل تفتح نافذة الأمل واعادة التفكير الجدي من اجل الاستقرار ليس لليمن فحسب بل للمنطقة كلها»، وقال إن «اليمن يدفع ثمن سياسات خاطئة داخلياً واقليمياً ودولياً ونحن في لحظة تاريخية لمراجعة وتقويم الاشياء»، وأضاف إن «وقفة دول مجلس التعاون معنا تعيد لنا الأمل لاعادة النظر في كثير من الأمور». وزاد إن»الدعم لليمن ليس عملية عسكرية محدودة بل عملية أشمل من ذلك، استقرار اليمن يعني المنطقة، والعبث باليمن داخلياً أثر على الاقليم والسلام والأمن العالميين»، وفيما اشار الى أزمات في الماء والكهرباء والعلاج والوقود خلص الى ان «الحرب ليست هدفاً، هي وسيلة لاعادة الأمل للناس، ليعودوا الى طاولة المفاوضات بعيداً عن الغلو و( نهج) الغلبة».