هيمن النقاش حول القناة الثقافية، التي أعلن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة عنها الاثنين الماضي، على أجواء مؤتمر الأدباء الثالث وشغلت مساحة كبيرة من نقاش المثقفين، في «الإيوان»، الذي تنظمه الوزارة في الفندق، مقر إقامة الضيوف، حول ما تواجه هذه القناة من تحديات كبيرة «لجذب المشاهد وتغير الصورة عن الثقافة، التي يعتبرها البعض نخبوية»، إضافة إلى توجهات هذه القناة، وعن أي الشرائح الثقافية ستعبر، أو ستكون الغلبة لقضاياها وهمومها، وهل ستأخذ هذه القناة بوجهات النظر المختلفة، وستدعم توجهات الدولة نحو الانفتاح على الآخر، وتعمل على التعددية الثقافية، في شكل وقالب إخراجي مميز. كما ووجه وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل، بعدد من الأسئلة والاستفسارات حول مسؤولية الوزارة تجاه المثقف، وعن دور الوزارة في دعم المثقفين وعن صندوق الأدباء، وغيرها من المواضيع، ما دفع الدكتور السبيل إلى القول انه جاء «الإيوان» كضيف وليس كمسؤول. من جهة أخرى، يبدو أن المتن تحول هامشاً في مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، وإذ شهدت أروقة مركز الملك فهد الثقافي حراكاً ثقافياً منقطع النظير، بين أطياف من المثقفين. وبدا أن هدف المؤتمر الأساسي، ليس تقديم بحوث عن الأدب السعودي والتي من الممكن أن تقوم عليها ملتقيات أخرى في الأندية الأدبية كل عام. ولم تحظ بحوث المؤتمر، التي تجاوزت 30 بحثاً وتوزعت ما بين قاعتي الندوات والمحاضرات في المركز الثقافي وقدمت في اليومين الماضيين، بحضور لافت. كما شهد معرض الكتاب المقام على هامش المؤتمر، وتشارك فيه الأندية الأدبية وعدد من الدوائر الحكومية، إقبالاً ملحوظاً على شراء إصدارات الأندية، التي بيعت بأسعار معقولة. الأدباء الذين أصدروا كتباً جديدة، وجدوا في المؤتمر مناسبة لإهداء نسخ منها، لأصدقائهم. وعلى صعيد الجلسات عقد عدد منها، فقدم أوراق عدة، بعضها كان مهماً وعالج قضايا محورية، مثل «الأدب والمؤسسات الثقافية: نادي جدة الأدبي أنمودجاً» لعبدالفتاح أبو مدين، و«الأدب والمؤسسات الثقافية» لمنصور المهوس و «الصالونات الأدبية وأثرها في خدمة الأدب السعودي» لمحمد المشوح، و «الأدب السعودي والإبداع الإلكتروني» لعفت خوقير، و«تطوير تقنيات الصورة في الشعر السعودي المعاصر» لعبدالرحمن المحسني، و«مواقع الأدباء السعوديين الشخصية» لمنيرة المبدل، و «مدخل لدراسة الشعر السعودي المعاصر» لحسن الهويمل، و «مكةالمكرمة في شعر شعراء جازان» لحجاب الحازمي.