فعل اليمين السويسري المتطرف فعلته الشنعاء واستطاع أن يصل إلى مبتغاه وهو حظر بناء المآذن. هذا الحظر البشع رفضته جمعيات حقوق الإنسان الأوروبية والمرجعيات الروحية المسيحية النيرة الداعية إلى المحبة والتسامح بين جميع الأديان السماوية السمحاء وشعوب الأرض، وهو يشوِّه صورة سويسرا البلد الأوروبي المسيحي الحضاري الإنساني المتسامح مع كل الأديان. من أراد حظر تشييد المآذن في سويسرا أراد إزالة هذا الرمز والشاهد والدليل القاطع على أن سويسرا بلد حضاري إنساني تمارس فيه الحريات الفكرية والثقافية والطقوس الدينية بكل تسامح ومحبة. واليمين السويسري المتطرف يزعجه جداً سماع صوت المؤذن السويسري المسلم المحب لأخيه المسيحي المؤمن بتعاليم السيد المسيح السمحاء لأن في الآذان تكبيرات محبة وتسامح وسلام ودعوات رجاء لله تعالى ليحفظ سويسرا وشعبها الطيب المعطاء من كل أذى. مآذن سويسرا التي أراد لها اليمين المتطرف أن تصمت إلى الأبد ما هي سوى منابر حرية للتعبير عن حرية المعتقد والإيمان يصدح من خلالها المؤذن خمس مرات في اليوم بعبارات السلام الإلهي والتسامح السماوي والتآخي الإنساني. فمن يرفض بناء المآذن يشجع التطرف والإرهاب الفكري ويدعو إلى العنف والحقد والفتنة. لأن وجود المآذن وقبب الكنائس في أي بلد هو دليل حضارة وتسامح.