حشدت حركة «حماس» أمس عشرات الآلاف من أنصارها في مهرجان أقامته في غزة لمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لانطلاقها، في ما بدا «عرض قوة» جاء مُحملاً برسائل في اتجاهات عدة، متعهدة «تحرير كل أرض فلسطين من النهر إلى البحر». واستبقت الحركة اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم، والذي يتوقع أن يمدد ولاية الرئيس محمود عباس ويفوضه صلاحيات المجلس التشريعي، بالتأكيد على لسان رئيس حكومتها المُقالة اسماعيل هنية أن قرارات المنظمة «غير ملزمة إن لم تكن متوافقة مع الدستور»، وأن الرئيس الحالي للمجلس التشريعي عزيز الدويك «سيظل رئيساً شرعياً للمجلس حتى إجراء انتخابات حرة ونزيهة بالتوافق الوطني». وكان أمين سر اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير ياسر عبدربه قال إن اللجنة التي اجتمعت أمس برئاسة عباس في رام الله، قررت أن تقدم «توصية للمجلس المركزي متعلقة باستمرار عمل المؤسسات الشرعية الفلسطينية». وأوضح لوكالة «فرانس برس» أن هذه التوصية تتضمن «استمرار الرئيس عباس في تولي مهامه الدستورية وفق القانون الأساس حتى تتوافر الظروف والشروط لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية»، كما تسري على «جميع مؤسسات السلطة». وبدا أن «حماس» استنفرت طاقاتها لحشد أكبر عدد ممكن من أعضائها وأنصارها والمتعاطفين معها وعائلاتهم وتلاميذ المدارس، لعرض قوتها في شكل غير مسبوق أمام حركة «فتح» وغيرها ممن يقولون إن شعبيتها تراجعت خلال السنوات الثلاث التي حكمت خلالها غزة. ودعا هنية في كلمته أمام المهرجان إلى «عقد اجتماع للفصائل للتباحث في شأن المرحلة المقبلة والاتفاق على برنامج إنقاذ وطني يقوم على التوافق في هذه المرحلة على برنامج وطني يستند إلى العمل على إنهاء الاحتلال وإزالة المستوطنات وإقامة الدولة على كامل حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس، والتمسك بحق العودة والإفراج عن كل المعتقلين». وطالب «باستعادة الوحدة وإنهاء الحال الراهنة بتشكيل حكومة موحدة على قاعدة التوافق الوطني، وبناء المرجعية للشعب المتمثلة بمنظمة التحرير وتأمين مشاركة الجميع على أسس سياسية وإدارية، والتمسك بالمقاومة الراشدة العاملة المخططة التي تقوم على أساس حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال مع تعزيز التنسيق الذي يخدم حماية المقاومة، وترتيب أجهزة السلطة الفلسطينية ودوائرها بحيث لا تخدم المصالح الصهيونية». وتعهد «تحرير فلسطين. كل أرض فلسطين من النهر إلى البحر لن نتنازل عن جزء منها، وحماس لن تتنازل عن حق شعبها في فلسطين وستحمي المقاومة وستدعمها حتى الوصول إلى التحرير والاستقلال بالكامل». وأضاف أن «حماس لن تكتفي بتحرير غزة ولا تقيم إمارة في غزة ولا تقيم دولة ولا كياناً مستقلاً في غزة... بل ساهمت بإخراج نظام سياسي محترم وانتصرت في الانتخابات وشكلت الحكومة وقدمت نموذجاً رائعاً في الحكم كما قدمت نموذجاً في المقاومة».