أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في افتتاح القمة الخليجية أمس أن استهداف السعودية من الحوثيين يشكل «مساساً بالأمن الجماعي» لدول مجلس التعاون الخليجي. وأوضح ان ما تتعرض له السعودية من «عدوان سافر يستهدف سيادتها وأمنها من متسللين لأراضيها أمر مرفوض منا جميعاً»، في اشارة الى المتمردين الحوثيين الزيديين على الحدود مع اليمن. وجدد الشيخ صباح استنكار وادانة «الاعتداءات والتجاوزات» في حق السعودية، مؤكداً أن «أي مساس بأمن المملكة واستقرارها يمثل مساساً بالأمن الجماعي لدول المجلس». وشدد على دعم السعودية في كل الاجراءات التي تتخذها للدفاع عن سيادتها وأمنها. وكانت السعودية دخلت في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على خط المواجهات العسكرية مع المتمردين الحوثيين على حدودها مع اليمن بعد مقتل أحد جنودها على أيدي متمردين متسللين الى أراضيها. دعم اليمن كما أكد دعم بلاده للحكومة اليمنية، قائلاً: «ومن المنطلق ذاته، نأمل في أن يسود الأمن والاستقرار ربوع الجمهورية اليمنية الشقيقة بقيادة الأخ الرئسي علي عبدالله صالح، لتسخير الجهود والإمكانات كافة نحو متطلبات التنمية بما يحقق للشعب اليمني الشقيق مزيداً من التقدم والازدهار، وبما يحفظ لليمن وحدته وسيادته على أراضيه». وهنأ الشيخ صباح الأحمد «اخينا العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بعودة الأخ العزيز علينا جميعاً صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الى أرض الوطن مشافى معافى، سائلين الباري تعالى ان يديم على سموه موفور الصحة والعافية ليواصل عطاءه المعهود في خدمة وطنه». الى ذلك، دعا أمير الكويت الى «حل أزمة الملف النووي الايراني بالحوار والطرق السلمية»، وايران ضمناً الى «الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية بما يحقق التوصل الى تسوية سلمية لهذا الملف». وعلى مستوى العمل الخليجي المشترك، قال إن القادة الخليجيين سيدشنون مشروع الربط الكهربائي بين دول المجلس، مؤكداً العزم «على الدخول في البرنامج الزمني لاتفاق الاتحاد النقدي وكذلك انشاء هيئة سكة حديد دول المجلس». العراق وأعرب عن قلقه الشديد «لما يتعرض له العراق الشقيق، من أعمال إرهابية، تمثلت بتفجير عدد من المؤسسات والمنشآت الحكومية، راح ضحيتها عدد من أبناء الشعب العراقي، ونؤكد في هذا الصدد إدانتنا واستنكارنا الشديدين لهذه الهجمات الإرهابية، وندعو الأشقاء إلى التكاتف ورص الصفوف، لتفويت الفرصة على كل من يسعى إلى زعزعة أمن العراق واستقراره. ونتطلع الى تواصل العملية السياسية في العراق، وصولاً لإجراء الانتخابات البرلمانية في أجواء ديموقراطية ومستقرة لتتحقق معها تطلعات ابناء الشعب العراقي في الاستقرار والتوافق السياسي والتنمية الاقتصادية». الخلاف الفلسطيني الفلسطيني وعلى صعيد الملف الفلسطيني، قال الشيخ صباح الأحمد: «نتابع بأسف وألم بالغين الخلافات التي تعصف بالصف الفلسطيني بين أخوة أشقاء، وما سببته من تكريس لمعاناتهم، الأمر الذي شكل فرصة مواتية لإسرائيل في إظهار مزيد من التعنت والصلف لتعطيل الجهود الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم». وجدد دعوته «لإخوتنا في الأراضي العربية المحتلة لنبذ خلافاتهم وتجاوزها، والحرص على تكريس جهودهم كافة نحو العمل الجاد لخدمة قضيتهم العادلة، ضماناً لوحدة الأرض واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس». كما جدد دعوته «المجتمع الدولي ليمارس مسؤولياته لإحداث تحرك نوعي على مسار هذه القضية، وممارسة الضغط على اسرائيل للانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة كافة، والتوقف الفوري عن بناء المستوطنات وتهويد القدس، وتهديد المسجد الأقصى». ولا تزال المفاوضات بين الدولة العبرية والفلسطينيين متوقفة منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة بين أواخر عام 2008 ومطلع عام 2009. وشدد الأمير على الحاجة الى «تكثيف جهودنا لدعم عملنا الخليجي المشترك لمواجهة كل تلك التحديات» وخصوصاً «وسط هذا المحيط من التطورات والتحديات السياسية والاقتصادية، الإقليمية منها والدولية».