لم تكن الصور المعبرة عن ابتهاج الأمة السعودية بعودة الرمز الثاني من رموز قيادته الحكيمة، ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، لم تكن من قبيل المصادفة أو مفتعلة أو بتوجيه من احد، وإنما شعور وجداني امتلأت به قلوب هذا الشعب بحب قيادته، وتلاحم وثيق يعبر عن قوة الترابط المبني على ثقة هذه الأمة السعودية بأن قيادتها تقف دوماً صفاً واحداً مع خيارات وتوجهات ومصالح مواطنيها. إن فرحة الشعب السعودي بكل مكوناته وطبقاته، واختلاف مستوياته الثقافية والمعرفية، فرحة صادقة لقلب وفي صادق، انه سلطان الخير، سلطان الأمن، سلطان الردع لكل من أراد لوطنه ومليكه وشعبه أي مكروه. إن أمتنا الإسلامية قاطبة لتفخر اليوم بهذا الانسجام الذي تواصل منذ عهد المؤسس للدولة السعودية بين الحكومة السعودية وشعبها وهذا الحب المتبادل، وهي تأمل أن يسود مثل هذا الوئام بين قيادات وشعوب الأمة الإسلامية حتى تقوى شوكتها وتحقق نهضتها التي تنتظرها الشعوب، كما ان الأمة كلها لتشارك الشعب السعودي وقيادته فرحة الشفاء الذي منَّ به الله على الأمير سلطان بن عبدالعزيز وتشكر الله على ذلك. إن حفاوة الاستقبال والأمواج المتدفقة من كل أطياف الشعب السعودي وزحام البرنامج وتهاني القيادات العربية والدولية لم تكن عائقاً أو حتى مؤجلة لخطابه الذي ألقاه وشكره لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, ولإخوانه الأمراء والمسؤولين ولشعبه ولكل من اطمأن عليه في رحلته العلاجية تلك، الخطاب الذي لم ينس صمود الأبطال المرابطين في ميدان الشرف والكرامة، الصامدين أمام أولئك الذين يريدون النيل من ثرى هذا الوطن الغالي. لم يهنأ بجلوس أو تقر له عين قبل زيارة وتفقد أحوال أولئك الذين ضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة والاستبسال للذود عن حمى الوطن الحبيب... زارهم وهم يحملون أوسمة الكرامة المتمثلة في جروح وإصابات في أجسادهم الطاهرة، وهم في الوقت نفسه يحملون في قلوبهم الرضا التام عن أنفسهم وقيادتهم. صور أذرفت في عيون كل من رآها دموع الحب لهذا الأمير الإنسان وهو يُقبل عيون أولئك الأبطال، وعبرهم يُقبل عيون شعبه الوفي، وهو بهذا الصنيع يُقبل عيون الوطن المعطاء، الوطن الحبيب، ولسان حاله يقول فأي حبيب أحب من الوطن وأي عين أغلى من عيونه. لم ينس في خطابه ما ألم بجزء من الوطن الغالي من ألم بسبب «كارثة السيل» التي أصابت جدة وبعضاً من أهلها، وكان الحزن واضحاً عليه... لم ينس في هذه الزحمة والابتهاج، قضية القدس التي لا يمكن أن ينساها وهي الغالية على قلوب هذه القيادة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، ولم ينس أن يقدم نصحه للأخوة الفرقاء في فلسطين الحبيبة من اجل توحيد الصف وردم الهوة ليتحقق للشعب الفلسطيني ما يصبو إليه. فليهنأ شعب المملكة العربية السعودية بمليكه، وولي عهده، والنائب الثاني، وإخوانهم وقيادتهم الحكيمة، ولتهنأ هذه القيادة بشعبها الصادق الوفي. ولتهنأ أمتنا بمثل هذا النموذج من التلاحم بين القيادة وشعبها. الأمين العام للاتحاد الرياضي للجاليات بالسعودية [email protected]