انتقد رئيس جهاز الأمن القومي اليمني اللواء علي محمد الآنسي ل «الحياة» في حديث خاص على هامش «منتدى حوار المنامة» تصريحات وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي حول الوضع في اليمن، مكررا اتهام طهران بتقديم عون مادي وسياسي وإعلامي للمتمردين من انصار عبدالملك الحوثي في منطقة صعدة الشمالية. ورأى الآنسي ان ما قاله متقي حول استحالة الحل العسكري في اليمن وضرورة الحوار السياسي «كلام بعيد عن الواقع». واضاف «لا يُفهم كيف يكون الحوار. فإذا كانوا هم لم يقبلوا بالحوار مع الإصلاحيين الايرانيين الذين خرجوا في تظاهرات سلمية للتعبير عن رأيهم، فكيف يطالبوننا بالحوار مع جماعة إرهابية متمردة تقوم بالنهب والسلب وقطع الطرقات وسفك الدماء». وتابع: «لإيران دور في اليمن، وهم يعرفون ذلك. ودورهم قائم من خلال الدعم المادي والسياسي والإعلامي للجماعة المتمردة... فإذا لم يكن لهم دور ولا يتدخلون كما يزعمون، فعليهم إدانة هذه الجماعة المتمردة الإرهابية مثلما دانها العالم كله». وكانت إيران وقطر دعتا سوياً الحكومة اليمنية الى حوار ثلاثي لحل قضية الحوثيين لكن صنعاء رفضت بشكل قاطع مؤكدة ان الأمر شأن داخلي يمني. وتساءل الآنسي: «حوار مع مَن؟ حوار مع القوى السياسية نعم، وهذا ما أشار اليه الرئيس (علي عبدالله صالح) لمناسبة الأعياد. إنما هذه جماعة متمردة خارجة على القانون. ولا يوجد بلد في العالم يقبل أن تكون هناك حركة تمرد مسلحة بدون أن يتخذ إجراء عسكريا ضدها». وأضاف أن ذلك «ليس رفضاً قاطعاً» لمبدأ الحوار «فلقد جربنا الحوار وجربنا الوساطة وصدر الكثير من العفو العام والمبادرات، وحتى وصلنا الى وساطة دولة قطر (اتفاقية الدوحة) من 13 بنداً وتم الوفاء بها من جانب الحكومة، إلا أن الحوثيين شعروا بعد اتفاقية الدوحة بأنهم أصبحوا نداً للدولة، لذا لم يلتزموا بحرف واحد من الاتفاقات والمبادرات السابقة». وأكد رئيس جهاز الأمن القومي ان اليمن ليس مع أي حوار إقليمي الآن في شأن الحوثيين، وقال «لقد أقفلنا باب الوساطات لأننا جربناها ولم نجد من المتمردين إلا التعنت والتوسع واستغلال الظروف». واضاف «نحن قادرون على مواجهة الأزمة ولسنا في خوف من المواجهة. بالتأكيد لا نستغني عن مساندة ومساعدة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، لكن نحن في المجتمع اليمني نولد ونعيش مع الأزمة، فلسنا شعباً مرفها». وأكد الآنسي أن «مؤشرات الحسم أصبحت قريبة لأنهم (الحوثيون) في حال انحسار. فلقد ضعفت مواردهم وإمكاناتهم وأصبحت الحرب مضنية بالنسبة اليهم». وزاد: «حاولوا أن يوسعوا رقعة الحرب بإقحام المملكة العربية السعودية والاعتداء على حدودها بهدف جرها الى الحرب لتصبح الحرب إقليمية. ولقد خيب الله أملهم لأن المناطق المحاذية بين اليمن والسعودية كان فيها مواطنون من البلدين يعيشون في أمن وسلام. اليوم تم اجلاؤهم وتضرر المواطنون في اليمن وانقطعت مصالحهم وأصبحوا يشكلون عنصر ضغط على الحوثيين لأنهم سبب البلاء». وبحسب الآنسي فان «أميركا تؤيد الحسم» و «الموقف الأميركي إيجابي، وبالذات موقف الكونغرس. وجيفري فيلتمان (مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط) كان إيجابياً عندما قال ان لا دولة تقبل بأي تمرد داخلي، وعليها ان تحسم الأمر». وقال الآنسي ان الحوثيين «لربما ينفذون أجندة خارجية، إيرانية بدرجة أساسية، انما هناك دول أخرى». وأضاف «هناك مقاتلون صوماليون» مع الحوثيين. وتابع «ان الأجندة الخارجية معروفة. فالفكر والشعار هو شعار الخميني: الله أكبر. الموت لأميركا. الموت لإسرائيل. اللعنة على اليهود. النصر للإسلام». واشار الى «انهم يرفعون دائماً أعلام حزب الله ويستخدمون أساليب حزب الله ويملكون أسلحة يملكها حزب الله مثل صورايخ الكاتيوشا». وقال ان «مواقع أميركية تحدثت عن مجالس عزاء عقدت في جنوب لبنان والبقاع لكن من دون جثث، وقيل ان أصحابها استشهدوا أثناء التدريب. ونحن نتحرى هذه المعلومات. وعندما نتأكد سيكون لنا رد مناسب». وأضاف: «باعتقادهم ان الزيدية شيعة، بينما هؤلاء أفراد يستغلون المنطقة. فلا علاقة لهم بالشيعة. لا يوجد في اليمن أقليات ولا يوجد ما يسمى شيعة وسنة. هذه كلمات غريبة عنا». وقال ان «المذهب الزيدي بعيد عن المذهب الاثني عشري الجعفري» وان الحوثيين «كانوا زيديين انما تغيروا لأنهم ذهبوا الى قُم وتأثروا بالمذهب الاثني عشري». وأضاف ان «حجمهم لا يتجاوز 4 أو 5 آلاف إنما الآن وبعد خمسة حروب وانضمام صغار السن اليهم، وصل عددهم الى 15 ألفا». ولفت الى علاقة المتمردين «بشبكة القاعدة وبالانفصاليين» في جنوب اليمن. وحول من يمد «الحوثيين» بالدعم العسكري من الخارج قال الآنسي: «لا نستطيع أن نتهم دولة معينة انما هناك أدلة واعترافات لعدد من الضباط قالوا انهم قاموا بتهريب الأسلحة بدعم من دول بينها إيران». وأكد أن «الدور الإيراني موجود ولا أحد يمكنه ان ينكر ذلك»، وهناك أيضاً عمليات «تهريب عبر البحر الأحمر»، وهناك «سوق الطلح» وهو سوق سلاح «والشعب اليمني شعب مسلح».