كشفت مصادر مطلعة ل«الحياة»، أن أفراداً ينتمون إلى المسلحين المتمردين حولوا أرضاً اشتروها في ميناء ميدي اليمن الواقع على البحر الأحمر إلى نقطة تفريغ شحنات الزوارق السريعة المليئة بالأسلحة والمال، بعد أن نجحوا في التستر خلف غطاء رجال أعمال مستثمرين في مشروع صيد الروبيان الاستثماري المقام قرب الميناء المذكور. من جهة أخرى، باشر سلاح المهندسين في الجيش السعودي أمس مهامه في تمشيط الخطوط الأمامية على الشريط الحدودي مع اليمن، إذ مشطت فرق ميدانية مناطق قريبة من جبل الدود والتي زرع فيها المتسللون المسلحون ألغاماً في وقت سابق، قبيل انسحابهم منها إثر مواجهة حامية أسفرت عن مقتل وضبط الكثير منهم. وقصفت المدفعية والطيران الحربي أمس معاقل لمتسللين مسلحين تمركزوا في المناطق القريبة من جبل الدود واختبؤوا في بعض كهوفه، إضافة إلى الخنادق والتحصينات المحيطة بمنفذ الجابري الحدودي. وتواصل القصف المدفعي طوال ساعات ليل أول من أمس بهدف شل تحركات المسلحين وإنزال أكبر الخسائر بهم، قبل أن تنجح وحدات المظليين والقوات البرية في السيطرة على تلك المواقع وإنزال خسائر كبيرة بالمتسللين إثر هجومات مضادة متزامنة بدأت فجر أمس. وعلى صعيد متصل، أكدت قيادات أمنية انحسار عمليات التهريب إلى داخل الأراضي السعودية خلال الفترة الماضية بعد أن انعكس التواجد الأمني المكثف وعمليات التمشيط المتكررة إيجاباً «في القضاء على التهريب تماماً، في الفترة الراهنة». وقالت القيادات الأمنية ل«الحياة»: «تمكنت القوات السعودية خلال فترة الأشهر الستة الماضية من القبض على 127875 متسللاً و 2206 مهربين، وضبطت العشرات من قطع السلاح، إضافة إلى 13999 عياراً نارياً، وأحبطت محاولة لتهريب أكثر من 30 كيلوغراماً من البارود والمواد المتفجرة، و8 أصابع ديناميت، وعدداً من المسدسات، والكثير من المواد المخدرة حُملت على 2140 سيارة إلى داخل الحدود السعودية».