أحيت إيران يوم الجيش أمس، بعرض عسكري كشفت فيه عن تصنيعها منظومة «باور 373» المضادة للصواريخ التي تملك «قدرات مشابهة» لصواريخ «أس- 300» الروسية. وأكد الرئيس حسن روحاني في المناسبة أن «القوات المسلّحة مصدر هدوء للأمة وبقية شعوب المنطقة»، بينما يتصاعد التوتر بين طهران والرياض حول اليمن. ورداً على إعلان قائد أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي الخميس الماضي أن خيار بلاده الخاص بضرب المواقع النووية الإيرانية لا يزال «قائماً» على رغم قرار موسكو رفع الحظر عن بيع طهران بطاريات صواريخ «أس 300»، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن «لا خيار عسكرياً ضد إيران»، في وقت تتقدّم مفاوضات إبرام اتفاق نووي مع الغرب. وكرر ظريف بعد محادثات مع نظيرته الأسترالية جولي بيشوب في طهران، أن «العادات القديمة لن تنجح. هذه التصريحات لا أهمية لها بالنسبة إلى إيران ويجب أن تتوقف، والتفاوض معنا عبر الاعتراف بحقوقنا والتعامل معنا على أساس الاحترام المتبادل أفضل من خوض مغامرة كارثية». وفي كلمة وجهها إلى القوات المسلحة، أكد روحاني أن «الرؤية الإيرانية ليست عسكرية، وتركّز على الردع الفاعل لتثبيت أسس السلام والاستقرار في المنطقة، وهو ما تنفذه قواتنا من الخليج الفارسي إلى خليج عدن، ومن البحر الأبيض المتوسط إلى المحيطات الكبرى، إلى جانب حفظها أمن الطرق البحرية والسفن وناقلات النفط». وزاد: «لا تشعر شعوب المنطقة بقلق من الوجود البحري الإيراني، والمناورات التي أجراها الجيش والحرس الثوري جلبت الطمأنينة والشعور بالأمن لهذه الشعوب». ودعا روحاني القوى الإقليمية إلى الاقتداء بالجيش الإيراني «الحاضر دائماً لنصرة المظلومين والدفاع عنهم»، والابتعاد من «خلق الفتن ومهاجمة الأطفال والنساء وكبار السن»، من دون أن يشير إلي دولة محددة. وفي شأن المفاوضات النووية، قال روحاني: «اخترنا طريق المفاوضات في ما يخص برنامجنا النووي السلمي، لأننا نريد أن نثبت للعالم بأن لا مشكلات في المنطقة على هذا الصعيد، ونجلس إلى طاولة المنطق التي يمكن أن تحل أي مشكلة. وأوصلنا إلى العالم رسالة تفيد بأن شعبنا القوي والمقتدر يفتخر أيضاً بتطبيق القانون»، مشيراً إلى أن بلاده ستنفذ القرارات الدولية لإثبات سلمية برنامجها، وأنها تريد السلام ولكن لا تقبل بأي عدوان عليها. وعلي هامش الاستعراض العسكري، قال قائد القوات البحرية الإيرانية حبيب الله سياري: «لن نسمح لأي بلد بتوجيه تحذير إلي أسطولنا في المياه الحرة والدولية»، في إشارة إلى رغبة قطع بحرية إيرانية التوجّه إلى خليج عدن ومضيق باب المندب. إلي ذلك، اتهم رئيس أركان القوات المسلّحة اللواء حسن فيروز آبادي الجيش الأميركي بإرسال مساعدات لتنظيم «داعش» في العراق، مشككاً في نيات هذا الجيش مكافحة الإرهاب، وقال: «تحتاج مواجهة داعش إلى حرب على الصعد الثقافية والسياسية والاقتصادية والنفسية والعسكرية والإعلامية، وتنضم اليها الدول كلها».