يعيش نجم ليفربول والمنتخب الإنكليزي لكرة القدم ستيفن جيرارد منذ فترة تألقاً ملحوظاً، خصوصاً مع اقتراب الحسم على جبهتي الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا. في دور الثمانية «الأوروبي» سحق ليفربول ريال مدريد الإسباني بأربعة أهداف منها إثنان ل«الكابتن» جيرارد، شكّلا أفضل إحتفال له بخوضه مباراته ال100 في المسابقات الأوروبية. مناسبة عادت بذاكرته الى مباراته الأولى أوروبياً قبل أكثر من عشرة أعوام، حين كان يتمنى أن تسمح له الظروف بخوض مباراة ثانية! ولا يخفي جيرارد، الذي سيحتفل بعيد ميلاده ال29 بعد شهرين، أنه راغب بالاحتفال أكثر بحصد دوري أبطال أوروبا، مع علمه المسبق أن الأمر معقّد جداً مع انطلاق الدور ربع النهائي، حيث المواجهة مع تشلسي للمرة الرابعة في هذه المسابقة. ثم، وفي حال تجاوزه، من المرجّح أن يلتقي إما برشلونة الإسباني وإما بايرن ميونيخ الألماني في نصف النهائي. ويؤكد جيرارد أن «الحمر» جاهزون للتحدّي، مستمداً من حال التألق التي يعيشها جرعة معنوية «لا تقاوم». وهو يخوض موسمه ال12 مع ليفربول الذي لم يعرف سواه في مسيرته، ومرشّح أن يصمد في صفوفه حتى قرار الإعتزال، علماً أن ريال مدريد «غازله» طويلاً عارضاً مبلغ 110 ملايين دولار في مقابل ضمّه. وقد إحتفل جيرارد في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بتسجيله إصابته المئة مع النادي في الدوري. كما سجل ثلاث إصابات «هاتريك» في المباراة التي سحق فيها ليفربول أستون فيلا بخمسة أهداف من دون ردّ. وهي المرة الأولى في مسيرته يحقق فيها ثلاثية، أمنية كان ينشدها جيرارد في ريعان الشباب، ما حدا به للتعليق على هذه التطورات الايجابية بالقول: «أحلم اليوم بأشياء لم أكن أحلم بها قبل سنوات». عموماً، يبدو أن أحلام جيرارد بدأت تعطي ثمارها لناديه، وساهمت قيادته المميزة في خط الوسط في بلورة خطط ليفربول ومدربه الإسباني رافاييل بينيتيز، وهو ما جعل النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان يصرّح أخيراً أن جيرارد هو أفضل لاعب في العالم حالياً «بالنسبة اليه ومن النادر جداً أن أتمتع برؤية لاعب مميز هذه الأيام، لكني أعترف أني مندهش من ذكائه وسيطرته اللافتة. تأثيره في الملعب واضح، وأنا متأكد أن أي خطأ صغير يرتكبه الخصم سيعاجله جيرارد بعقاب سريع». وأمل «زيزو» أن تستفيد انكلترا ومدرب منتخبها فابيو كابيللو «من موهبة جيرارد وقدراته». من جهته، وصف نجم الهجوم الإسباني فرناندو توريس زميله جيرارد ب»عنصر الأمان في الفريق»، و»القلب النابض في خط الوسط». لكن «الفتى الأغرّ» لا يتلهى كثيراً ب«طقوس» الإطراء التي تزيّن أيامه حالياً، إذ يصب إهتمامه على هدف أساسي هو الفوز ولو مرة بلقب الدوري الإنكليزي قبل إعتزاله، وهو اللقب الوحيد الذي لم يلمسه في مسيرته، وحتى أن ناديه لم يذق طعمه منذ عام 1989. ويعلن جهاراً: «أنا مستعد للتخلي عن ألقابي وجوائزي كلها في مقابل الفوز ولو مرة بكأس الدوري، لأنه يمنح الشرعية لمسيرتي». ويعترف جيرارد أن الأمر إزداد تشويقاً وإثارة «بعدما خلطنا أوراق الصدارة (مع مانشستر يونايتد خصوصاً) وأطلقنا السباق مجدداً». لكن «الكابتن» يقرّ أن ال«يونايتد» لا يزال «المرشح الأقوى للاحتفاظ بلقبه كونه يملك تشكيلة أفضل، وله الخبرة في هذه الأوقات الحرجة». ويضيف: «نحن مطالبون بالمحافظة على تألقنا. لقد تصدرنا الدوري في البداية وعدنا وأهدرنا نقاطاً عدة سمحت ليونايتد بتجاوزنا». ويشدد على أن في «مانشستر ثغر كبقية الفرق، وبالتالي لا يجوز مواجهته على أنه فريق لا يقهر، أو دخول المباراة أمامه في حال رعب ودونية». وعلى جبهة المنتخب، يعتبر جيرارد أن «كابيللو مدرّب مميز ذو أسلوب لم نعهده سابقاً. بإمكاني القول أنه صار لإنكلترا منتخب جيد، وآمل أن يكون مونديال جنوب أفريقيا 2010 المكان الأنسب لترجمة تقدمنا».