أثبتت بعض التشكيليات السعوديات قدراتهن الفنية الرفيعة، في عدد من المعارض التشكيلية المحلية والخارجية وقدمن تجارب ناضجة تستحق أن يلتفت إليها النقاد، وان تُقرأ جدياً في إطارها التاريخي الحالي. وشهد المعرض الذي ضم خمس فنانات من المنطقة الشرقية هن: غادة الحسن وخلود آل سالم ورقية التاروتي وإيمان الجشي وعواطف آل صفوان، ويقام في اتيليه جدة للفنون الجميلة هذه الأيام وتنظمه جمعية الثقافة والفنون، تجارب تشكيلية لافتة تتعاطى مع الفرشاة واللون بحساسية بالغة، وتستحضر البيئة الساحلية العتيقة على ضفاف الخليج العربي، كعامل مؤثر ورئيسي في بعض الأعمال، إضافة إلى استثمار الخامات والاحتفاء الكامل بالإطار العام للوحة وخلق متعة فنية مع المتلقي، الذي لا تغفل عينيه وجود بعض المدارس الفنية كالواقعية والتجريدية والتكعيبية في بعض التجارب، التي اشتغلت عليها أنامل المشاركات بما يتراءى مع نظارة الفكر وسعة الأفق، الذي تمتلكه صاحبة العمل. واعتبرت غادة الحسن الحضور الكبير الذي جاء ليشاهد ما أنتجته مبدعات هذا الوطن "دليل على ارتفاع ذائقة المتلقي الفنية وتعاطيه المباشر مع الأعمال التشكيلية وارتفاع الوعي لدى المجتمع، وضرورة احتواء المواهب وتشجيعها، إضافة إلى إيجاد مساحة من التوجيه الإعلامي لما تقدمه الفتاة السعودية من إبداع"، فيما قالت عواطف آل عمران أن: "تجربة عرض أعمالها في مدينة مثل جدة، يوجد بها العديد من الفنانين الكبار، تعتبر بادرة جيدة في مصافحة المتلقي والتعريف بما تنجزه المرأة في مختلف أنحاء الوطن". وقال الفنان التشكيلي عبدالله إدريس: «إن حضور فنانات من المنطقة الشرقية إلى مدينة جدة وعرض أعمالهن التشكيلية فيها، يعتبر بطاقات تعريفية حقيقية لما تمتلكه التشكيلية السعودية في مختلف أنحاء المملكة من قدرات إبداعية جيدة، ونرجو أن تعمم التجربة ويعرض عدد من التشكيليين أعمالهم في المنطقة الشرقية ومناطق أخرى ويتعرف المجتمع بشكل مباشر على مبدعي هذا الوطن". وبينت الفنانة التشكيلية أمل فلمبان أن المعرض قدم تجارب فنية رائعة وقالت: "تعرفنا عن قرب هذا المساء على تجارب مهمة لتشكيليات من المنطقة الشرقية، يحملنا وعياً ناضجاً في التعامل مع الفرشاة واللون، ويمتلكن مخزوناً فنياً كبيراً يؤكد قدرة المرأة السعودية على التفوق في معظم المجالات ومنها الفن التشكيلي". يذكر أن المعرض افتتحه مدير الجمعية عبدالله باحطاب وحضره عدد كبير من المهتمين بالفن التشكيلي ويستمر10 أيام.