خور تشينجيلسي (كازاخستان) - رويترز - عندما تتساقط الثلوج على سهوب شرق كازاخستان ينطلق صيادون تعاونهم نسور بحثاً عن فرائس. ويتعقب الصيادون آثار الحيوانات على الجليد ثم يطلقون نسورهم الضخمة في الهواء لصيد الثعالب والأرانب. يقول الصياد بورزان يشمتوف إن الصيد والنسور هما محور حياته. والصيد في كازاخستان بواسطة النسور هو رمز لماضي البداوة وعودة إلى زمن جميل قبل أن تتحول تلك السهوب ساحة معركة جغرافية وسياسية بين قوتين إقليميتين متنافستين هما روسيا والصين. وترك عقدان من النمو الاقتصادي أعقبا استقلال كازاخستان عن حكم موسكو عام 1991 جيلاً من الشباب يقودهم البحث عن هوية جديدة لهم إلى النظر بعمق أكثر في تاريخ بلادهم. تقول دينارا سريكباييفا التي تدير متحفاً للصيد بواسطة النسور: «كانت كل هذه الاشياء منسية أيام الاتحاد السوفياتي لأنه كان يجب أن يؤمن الجميع بالشيوعية، فالصيد بواسطة النسور تحول إلى رمز جديد بحثاً عن هوية جديدة. فالاطفال أصبحوا يرون الامر لطيفاً، إنه جزء مهم من أصلنا البدوي ونحن فخورون به كثيراً. ويسمى الصيادون المهرة الذين يستخدمون النسور «بركوتشي» بلغة كازاخستان وهم 50 فقط في البلاد التي تستغل ثروتها النفطية في التحول من جمهورية سوفياتية كاملة إلى مجتمع استهلاكي حديث. وغالباً ما يجتمع الصيادون عند التلال المتجمدة على حدود كازاخستان مع الصين والبعيدة من مدن مثل الما آتا ويركبون السيارات الفارهة ويرتادون المقاهي الحديثة لاختيار صاحب النسر الافضل. ونسر كازاخستان من أشرس النسور في العالم ويصل طول جناحيه إلى أكثر من 6 أقدام ويملك مخالب حادة للغاية، كما أن لديه القدرة على الهبوط بسرعة قطار سريع تصل إلى 190 ميلاً في الساعة. وفي مسابقة أقيمت أخيراً، راقبت لجنة من المحلفين بوجوه صارمة على التلال بينما أطلق صيادون العنان لنسورهم في الهواء. وأعد قرويون وجبات الكباب في أكشاك في الهواء الطلق وأذاعت مكبرات صوت أغاني فلوكلورية وتابع سائحون المشهد في ذهول مستخدمين مناظير. وفُرض حظر على الصيد بواسطة النسور في العهد السوفياتي وكان من الممكن أن تختفي هذه العادة تماماً ما لم يحافظ عليها أشخاص من أصول كازاخستانية في الصين ومنغوليا. ودفنت مواهب أكثر من مليون شخص في كازاخستان مع أصحابها خلال مجاعة سبّبها السوفيات في ثلاثينات القرن العشرين عندما أطلق جوزيف ستالين حملة جماعية أدت إلى محو قرى بأكملها في كازاخستان وأوكرانيا وروسيا.