استنكر ذوو المدفونين في مقبرة «عروة» الشهيرة الواقعة في المدينةالمنورة من عدم اهتمام الجهات المختصة بسور المقبرة، وعدم الاعتناء به بعدما أزال السيل قبل عشر سنوات جزءاً منه وغير معالمه، وزاد هطول الأمطار وسيل عام 1425ه من انهيار الجزء المتبقي منه. وأثارت حفيظة الأهالي أخيراً عمليات الهدم التي شاهدوها تحطم الجدار الباقي للمقبرة وتخترق حرمة الأموات فيها، مطالبين بإيقاف عمليات الهدم وإعادة تسوير المقبرة. وتضم المقبرة أكثر من 100 قبر على مدى أكثر من قرن من الزمان، وتقع أمام قصر التابعي عروة بن الزبير بن العوام عند سد وادي العقيق في منطقة عروة بالمدينةالمنورة، على بداية شارع عمر بن الخطاب الذي يظهر خلفه قصر عروة من الناحية الشرقية للوادي وهو على يسار المتجه إلى ميقات ذي الحليفة. ويبدو ملاحظاً تلاشي معالم المقبرة مع أعمال توسعة جسر عروة القريب من المقبرة، بفعل الحفر والتوسعة التي يشهدها الحي، فيما يعتبر الأهالي المقبرة تاريخية، مؤكدين ضرورة احترام القبور وساكنيها وترميم سور المقبرة الذي سقط بعد السيل الذي جرف أسوارها معه، متمنين الاهتمام بالقصر المجاور لها كذلك من قبل جهاز السياحة وهيئة الآثار كمعلم سياحي. وقال المواطن مصلح الصاعدي البالغ من العمر (85 عاماً) إن أمر هدم المقبرة وما شاع حول تحويلها إلى منطقة سكنية ملأ قلبه حزناً، مشيراً إلى أن والدته وبعض ذويه دفنوا هناك. وأضاف بصوت أضناه المرض وكبر السن ل «الحياة»: «والدتي دفنت فيها أيام الملك عبدالعزيز رحمه الله، وكثر هم ممن أعرف توفوا فدفنوا هناك، وحرمة الميت تقتضي الحفاظ على مكان دفنه لدينا كمسلمين»، مناشداً المسؤولين في أمانة المدينةالمنورة بعدم هدم المقبرة والحفاظ عليها مسورة. أما الشاب أحمد الصاعدي (24 عاماً) الذي يملك أرضاً إلى جوار المقبرة فقال ل «الحياة»: «كانت المقبرة بعد السيول مهددة فقمنا بتسويرها مع بعض الأشخاص من ذوي المدفونين، ووضعنا قوالب أسمنتية فيها وهي موجودة حتى الآن، ولكننا سمعنا أن أمانة منطقة المدينةالمنورة تنوي هدمها لتحويلها منطقة سير أو حي سكني». وأضاف: «سألنا الأمانة وفرع وزارة الأوقاف في المدينةالمنورة و لم نجد أي رد، وأنا مستعد للتبرع بتسوير المقبرة من جهاتها الثلاث على حسابي الخاص والحفاظ عليها»