واشنطن، مدريد، لشبونة – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن بلاده ليست ملزمة قرارات يتخذها الكونغرس الأميركي قد تعرقل إبرام اتفاق نهائي يطوي الملف النووي الإيراني، مذكراً بأنها تتفاوض مع دول كبرى، لا الكونغرس. وأعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان أنه سيوقّع خلال زيارته موسكو اليوم، عقداً لتسليم بلاده أنظمة صاروخية روسية متطورة من طراز «أس-300» مضادة للطائرات، بعدما رفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حظراً على إنجاز الصفقة. لكن موسكو تراجعت عن تأكيد إبرامها اتفاقاً مع طهران لمقايضة نفطٍ إيراني بسلع روسية، مشيرة إلى أن البلدين يتفاوضان في شأن صفقة لا تشمل النفط، فيما أعلنت إيران أنها لم توقّع اتفاق مقايضة. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أذعن على مضض لضغوط الجمهوريين وبعض الديموقراطيين، بمنح الكونغرس سلطة مراجعة أي اتفاق نووي نهائي تبرمه الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) مع إيران. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر الذي صاغ مشروع قانون يلزم أوباما إحالة أي اتفاق مع طهران على الكونغرس للمصادقة عليه، إن البيت الأبيض وافق على المشروع بعدما اتضح وجود تأييد ديموقراطي قوي له. وأقرت اللجنة مشروع القانون بإجماع أعضائها ال19، ويُتوقّع إقراره في مجلسَي الشيوخ والنواب. لكن أعضاء ديموقراطيين في مجلس الشيوخ نجحوا في إضافة تعديلات لتخفيف المشروع، بحيث يصبح مقبولاً من البيت الأبيض. وينص المشروع على أن يراجع الكونغرس أي اتفاق نهائي مع إيران، خلال 30 يوماً بدل 60 يوماً، تُضاف إليها 12 يوماً تتيح لأوباما استخدام الفيتو، و10 أيام لمحاولة إبطال ذلك بالتصويت مرة أخرى بغالبية الثلثين. وأُلغيت من المشروع مفردات تُلزم أوباما أن يؤكد للكونغرس أن إيران لا تدعم أعمالاً إرهابية ضد الولاياتالمتحدة. وبدل ذلك على الرئيس تقديم تقارير منتظمة ومفصلة للكونغرس في شأن مسائل، بينها دعم طهران الإرهاب، خصوصاً ضد الأميركيين، وصواريخها الباليستية وبرنامجها النووي. كما يلزم مشروع القانون الإدارة إرسال نص أي اتفاق نهائي إلى الكونغرس، بمجرد إنجازه، ويحرم أوباما قدرة تخفيف العقوبات الأميركية على إيران أثناء فترة مراجعة الكونغرس الاتفاق. ويتيح أيضاً إجراء تصويت نهائي على رفع العقوبات التي فرضها الكونغرس، في مقابل تفكيك إيران قدراتها النووية. واعتبر الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست أن «التعديلات» مرضية، معلناً أن «الرئيس مستعد للمصادقة على التسوية المقترحة». وتحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن «تسوية في شأن دور الكونغرس»، معرباً عن «ثقته في قدرة» أوباما على «التفاوض في شأن اتفاق وعلى جعل العالم أكثر أمناً». ورأى وزير الشؤون الاستخباراتية الإسرائيلي يوفال شتاينتز في تبنّي مشروع القانون «تطوراً مهماً جداً»، متحدثاً عن «إنجاز للسياسة الإسرائيلية». روحاني في المقابل، اعتبر روحاني أن «ما يقوله مجلس الشيوخ الأميركي وما يريده مجلس النواب الأميركي وما يسعى إليه المتطرفون في الولاياتالمتحدة وما يقوله المرتزقة في المنطقة، لا يعني شعبنا ولا حكومتنا». وتابع: «نحن لا نفاوض مجلس الشيوخ ولا مجلس النواب الأميركيين، بل مجموعة اسمها الدول الست». وأضاف أن «الكل يدرك انه لن يكون هناك اتفاق من دون رفع للعقوبات» المفروضة على بلاده. أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فقال إن الاتفاق النووي «قريب جداً»، واعتبر أن رفع بوتين الحظر عن تسليم إيران صواريخ «أس-300» هو «قانوني تماماً ولن يؤثر في المفاوضات» النووية. وأعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان أنه سيوقّع مع الروس عقد تسلّم الصواريخ، خلال زيارته موسكو اليوم، علماً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كان أبلغ الرئيس الروسي «استياءه» من القرار، معتبراً انه «سيزيد عدوانية إيران في المنطقة، ويقوّض الأمن في الشرق الأوسط». وبعدما كان سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أكد الثلثاء أن بلاده بدأت تزويد إيران سلعاً في مقابل نفط خام، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن شركات روسية وإيرانية تناقش شروط صفقة مقايضة لن تتضمن نفطاً، كما أكد وزير النفط الإيراني بيجن نمدار زنكنة، أن بلاده «لم توقّع أي مقايضة نفط في مقابل سلع». أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، فرأى أن «من السابق لأوانه الحديث عن مكافآت (لإيران) في هذه المرحلة».