اتجه كثير من الملاحم في الرياض إلى بيع اللحوم المستوردة، بدلاً من البلدية، بعد ارتفاع أسعار الأغنام بشكل كبير، بل إن بعض الملاحم عزفت عن بيع لحوم الأغنام نهائياً واكتفت ببيع لحم الحاشي، وهو ما تسبب في تراجع أرباحهم. وذلك بحسب أصحاب ملاحم وبائعين تحدثوا إلى «الحياة». وقال مدير أحد محال بيع اللحوم أحمد المصري: «إن ارتفاع أسعار الأغنام أثر في محال بيع اللحوم بشكل كبير، لدرجة أن غالبية المحال لم تعد تبيع اللحم البلدي واستبدلته بالمستورد، وغالبية الزبائن اعتادت على أسعار سابقة وأصبحت لا ترضى بالأسعار الحالية، من دون مراعاة لارتفاع أسعار الأغنام بنسب كبيرة». ورأى أن أرباح محال بيع اللحوم في تراجع كبير خلال الفترة الأخيرة، وبلغ معدل التراجع في محال كثيرة 50 في المئة. وأشار إلى أن الخروف البلدي كان سعره يتراوح ما بين 650 إلى 700 ريال، ويتراوح حجمه بين 20 إلى 25 كيلاً، ويباع الكيلو بحوالى 30 ريالاً، أما الآن فيبلغ سعر الخروف بالحجم نفسه 1400 ريال، ما يعني أن سعره تضاعف، وهو ما دفع غالبية محال بيع اللحوم إلى العزوف عن بيع الأغنام البلدية. من ناحيته، قال البائع ما قال سامر حسن بائع في أحد محال اللحوم إن الغلاء في أسعار الأغنام أثر تأثيراً مباشراً على أصحاب الملاحم وأن محال بيع اللحوم تأثرت بشكل كبير، والبعض منها أغلق محالهم. وأضاف أنه إذا وجد محل يبيع اللحم البلدي، فإنه يقوم ببيع الخروف من خلال تجزئته إلى أربعة أرباع أو نصفين، لأن بيعه بالكيلو سيسبب له خسائر. وقدر حسن نسبة الملاحم التي عزفت عن بيع اللحوم البلدية بنسبة 90 في المئة، مؤكداً أن غالبيتهم اتجهوا إلى اللحوم المستوردة والبعض فضل الاكتفاء ببيع لحم الحاشي فقط. وقال البائع في أحد محال اللحوم مصطفى صلاح إن غلاء أسعار اللحوم جعله يتجه إلى تجهيز اللحوم للمناسبات، في محاولة لتقليص التراجع في الأرباح وتجنب الخسائر، مشيراًَ إلى أن المحل كان يعمل به ثلاثة أشخاص، وبسبب الخسائر التي تعرضوا لها تقلص العدد ليعمل به شخص واحد. وعن بيع اللحوم البلدية قال صلاح أن غالبية الملاحم اتجهت إلى بيع اللحوم المستوردة، في محاولة لتعويض التراجع في المبيعات والأرباح الناتجة عن ارتفاع أسعار اللحوم البلدي. أما تاجر ومورد الأغنام عبدالله الشلوي، فأوضح أن ارتفاع أسعار الأغنام يعود إلى قلة إنتاج النعيمي البلدي والطلب المتزايد عليه، إذ يزيد الطلب عن العرض. وأضاف الشلوي أن قلة المراعي في السعودية تجبر مربي الأغنام على التوجة الى شراء الأعلاف التي هي الأخرى ارتفت بشكل عجيب وأصبحت في أسعار متذبذبة، موضحاً أن زيادة أسعار الأغنام النعيمي المستوردة من سورية أثرت في أسعار الأغنام البلدية، ودفعت بها إلى الارتفاع. وفي المقابل، قال المواطن فائز بن بديع إن محال بيع اللحوم بالغت في رفع الأسعار بحجة الغلاء، والمبالغة في الأسعار تعود إلى غياب الرقابة من الجهات المسؤولة، وهو ما أتاح لأصحاب تلك المحال بالتلاعب واستغلال المستهلكين. أما المواطن عبدالمجيد الشمري فأوضح أن المغالاة والاستغلال من أصحاب الملاحم لم تقف عند حد رفع السعر، بل امتد إلى بيع لحوم مستوردة على أنها لحوم بلدية وبيعها بسعر البلدي، وطالب بمراقبة محال بيع اللحوم.