دخل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس على خط الوساطة بين بغداد وأربيل لتقريب وجهات النظر بينهما، والتقى رئيس الإقليم مسعود بارزاني ليل أمس، بعد ساعات من إعراب الأخير عن عدم رضاه عن قانون الانتخابات. وأكد النائب عن «التحالف الكردستاني» عبد الخالق زنكنة ل «الحياة» أن الولاياتالمتحدة تحاول أن تلعب دوراً ايجابياً في رأب الصدع وتدارك الأزمة العراقية - العراقية بين الإقليم وحكومة المالكي. وأوضح زنكنة أن الأكراد متفائلون بدخول الولاياتالمتحدة على خط الوساطة بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية وأطلعوا الجانب الأميركي على آخر تطورات الخلاف القائم بين بغداد والإقليم. واعتبر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في رسالة وجهها إلى شعب كردستان في وقت متأخر من ليل الخميس أن «تقديم الولاياتالمتحدة وعوداً بدعم مطالب الأكراد أمر ايجابي». وقال «إنها المرة الأولى التي تصدر فيها أميركا بياناً من هذا المستوى، توضح فيها موقفها من حقوق الشعب الكردي»، في اشارة الى بيان البيت الأبيض قبل أيام في خصوص التزام الولاياتالمتحدة تجاه العراق وإقليم كردستان. وتابع بارزاني: «اتصل بي كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن للتشاور في شأن قانون الانتخابات، وأظهرا في ذلك الاتصال أهمية المصادقة عليه». وأوضح أنه تحدث خلال الاتصالين عن عدم وجود عدل ومساواة في قانون الانتخابات. ولفت إلى أن أوباما وبايدن أكدا التزام بلدهم تجاه إقليم كردستان وتطبيق المادة 140 والإحصاء العام، وقال: «طلبنا منهم إصدار بيان في هذا الشأن». وتابع: «إذا سألوني عن قانون الانتخابات، فسأقول بأنني غير راض عن كامل القانون. ولكن هذه هي السياسة، فما تطلبه لا يمكنك الحصول عليه في شكل كامل. لا يمكنك الحصول على ما تطلب مئة في المئة». كما وعد ببذل كل المساعي «من أجل حصول الشعب الكردي على كامل حقوقه ... لن نتنازل عن حقوق شعب كردستان حتى آخر قطرة من دمنا». ورحب النائب عن «التحالف الكردستاني» وليد شركة بالوساطة الأميركية في هذا الجانب. وقال ل«الحياة» إن دعم أميركا لمطالب الأكراد أمر يدعو الى التفاؤل ولا سيما في ما يتعلق بتطبيق المادة 140 من الدستور وحل النزاع حول كركوك. وأكد أن الأكراد يأملون بأن تضفي زيارة غيتس واطلاعه على الأوضاع السياسية في البلاد وعلى أزمة الثقة بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم، نوعاً من التفهم الأميركي لمطالب الأكراد. وقال: «نحن متفائلون بالوساطة الأميركية. ونعتقد بأنها ستسهم في تقديم الحلول والاقتراحات المناسبة للأوضاع القائمة». وكان غيتس عقد اجتماعاً مغلقاً مع رئيس الوزراء نوري المالكي في مقر رئاسة الوزراء في بغداد استمر أكثر من ساعة قبل أن يتوجه الأخير الى اقليم كردستان. وأكد بيان صادر عن مكتب المالكي تلقت «الحياة» نسخة منه أن المالكي وغيتس بحثا في آخر التطورات السياسية والأمنية في العراق. وأضاف أن «رئيس الوزراء العراقي دعا الولاياتالمتحدة إلى مساعدة العراق في عملية تجهيز وتسليح أجهزة الأمن بالأسلحة الحديثة والمتطورة وتنفيذ العقود الخاصة في هذا الجانب». وأشار البيان الى أن غيتس «هنأ المالكي على إقرار قانون الانتخابات، مجدداً دعم بلاده للحكومة العراقية في كل ما تبذله من أجل الحفاظ على أمن العراق واستقراره، وتقديم الدعم والمساندة للقوات العراقية، ومساعدتها في التجهيز والتسليح». ونقل البيان عن المالكي أن «قواتنا الأمنية أصبحت على درجة عالية من القدرة على الحفاظ على الأمن والاستقرار، ولدينا خطط جديدة لمعالجة ما جرى من أحداث أمنية أخيراً. ولذلك فنحن اليوم نركز على الجهد الاستخباراتي والاستفادة من تعاون المواطنين مع أجهزة الأمن».