العطاء الصادق يغرس في القلوب سنابل وفاء تنبت مثل العروق والشرايين، وهذه الأيام يعيش الوطن صورة من صور الوفاء الفريدة، الأسرة السعودية الكبيرة من الطرف إلى الطرف، تحتضن أميرها المحبوب بعد غياب طال، فرضته ظروف المرض والعلاج والنقاهة، فالحمد لله تعالى على ما منَّ به على ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز من نعمة الشفاء وسلامة العودة إلى أرض الوطن، المحبة الجارفة التي اكتسبها الأمير سلطان بن عبدالعزيز لم تأتِ من فراغ ولم يفرضها مقام المنصب والسلطة وجسام المسؤولية، بل سجّلتها قبل هذا سجايا وخصال لوّنت وميزّت شخصية سلطان الإنسان والمسؤول، هذا الامتزاج الفريد بين جمال الإنسانية وعمقها حينما تتشبع به المسؤولية وتعاملاتها المتشعبة، صوّرها الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن في قصيدة جميلة قديمة ما زالت مثل الذهب بمعانيها، متجددة تنبض بالحيوية والروعة، وصف فيها إنسانية الأمير سلطان ولطفه في تعامله مع أبنائه المواطنين والنتيجة الطبيعية لمثل هذه الخصال الكريمة. جاء في مطلع القصيدة الشهيرة «يا سيدي مالي على الحب سلطان»، والناس يقابلون اللطف والعطف من الناس العاديين بالحبّ والودّ، فكيف إذا امتزجت هذه الروح بثقل المسؤولية. لا شك أن هذه حالة فريدة، النتيجة الطبيعية هي المحبة الجارفة «إلا أنت كل الخلق في حبك إنسان»، وهو ما نراه يتصاعد في فضائنا الآن داخل الأسرة السعودية الصغيرة والكبيرة. والعنوان واحد من أبيات القصيدة التي وجدتها معبرة أحسن التعبير عن أيام الوفاء والفرحة باللقاء التي نعيشها منذ مساء الجمعة... والمعاني فيه صورّت جانباً آخر يعرفه الجميع عن شخصية ولي العهد، أيام فيها امتزاج فريد عفوي بين القيادة والشعب، إطاره المحبة والولاء، وفيه تجلّت حقيقة الجسد الواحد. حمداً لله على سلامة أميرنا المحبوب سلطان الخير، وعودته الباسمة إلى مواطنيه، وحمداً لله على عودة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي ضرب أروع الأمثال لمعاني الإخوة والوفاء... فأصبح رمزاً له، والأمل بالمولى عزّ وجلّ أن يمتّعهم بالصحة والعافية لإكمال مسيرة مستقبل يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. حفظهم الله تعالى، وسخّر لهم المخلصين من الأقوياء الأمناء ووفّقهم لما يحبّه ويرضاه. www.asuwayed.com