طهران، موسكو، نيويورك - أ ب، رويترز، أ ف ب - وجهت الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا «دعوة أخيرة» الى إيران أمس، لاستجابة مطالب المجتمع الدولي بوقف نشاطاتها النووية، ملوحة بفرض عقوبات جديدة عليها السنة المقبلة. لكن روسيا أكدت رفضها «لغة العقوبات». في غضون ذلك، شن وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي هجوماً لاذعاً على رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني، قد يكون الأعنف من حكومة محمود أحمدي نجاد بعد إعادة انتخابه. وقال الوزير في مدينة قم: «المفجع ان رفسنجاني قال خلال زيارته الأخيرة لمشهد كلاماً اكثر تشدداً من تصريحات قادة العصيان»، في إشارة الى المعارضة التي تحتج على نتائج الانتخابات الرئاسية. وكان رفسنجاني اتهم الأحد الماضي القيادة الإيرانية ب «إسكات أي نقد بناء بإغلاق الباب أمام أي انتقاد». ولمح مصلحي الى انضمام رفسنجاني الى «المنتفضين» ضد المرشد الأعلى علي خامنئي، معتبراً أن «العدو يستغل» أبناء رجال دين بارزين «لتسريب أفكاره إلى النخبة الحاكمة». وذكر أن الاستخبارات اكتشفت كتيبات تتضمن «خططاً لإسقاط النظام» في مكتب نجل رجل دين، مشيراً الى انه كشف خلال التحقيق معه «أسماء (متورطين) آخرين أحدثت زلزالاً». وأضاف أن «هناك إجراءات بوشر فيها وستتم متابعتها» بحق اثنين من أبناء رفسنجاني هما مهدي وفائزة هاشمي، المتهمان بالتحريض على التظاهر ضد السلطة التي أكد مصلحي أنها لا تريد اعتقال «بعض الأشخاص» في صفوف المعارضة «لئلا تجعل منهم أساطير بالنسبة الى أعداء» إيران. في غضون ذلك، قالت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام لقناة «أي بي سي» الأميركية، ان النظام الإيراني «لا شعبية له»، مضيفة: «أعدكم بأنه لن يدوم». على صعيد آخر، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية أمس، لائحة بأسماء 11 إيرانياً أفادت بأنهم اعتُقلوا أو «خُطفوا» بتحريض من واشنطن، وهم محتجزون الآن في الولاياتالمتحدة أو أوروبا. وفي سياق الملف النووي، قالت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس: «إذا واصلت إيران الامتناع عن الالتزام بواجباتها، على المجتمع الدولي التفكير في إجراءات إضافية». أما المندوب الفرنسي لدى المنظمة الدولية جيرار ارو فقال خلال اجتماع لمجلس الأمن حول إيران: «إذا واصلت (طهران) رفض أدنى إجراءات لبناء الثقة والحوار والشفافية، يجب أن نستخلص كل الاستنتاجات اللازمة، ونقصد التحرك في اتجاه قرار جديد يشمل عقوبات. لم يعد هناك أي سبب للانتظار». وأضاف: «نوجه دعوة أخيرة الى إيران لاستجابة عرض التفاوض الذي قدمناه. وإذا لم تستجب خلال فترة وجيزة، ستطرح فرنسا قراراً جديداً لفرض عقوبات». وأشار المندوب البريطاني مارك غرانت الى أن المناقشات حول فرض عقوبات على طهران ستبدأ «في السنة الجديدة». لكن موسكو جددت معارضتها فرض عقوبات، وقال الناطق باسم الخارجية الروسية اندريه نيستيرينكو: «لغة العقوبات ليست لغتنا، ونحن وشركاؤنا في الدول الست نؤيد استخدام الوسائل السياسية والديبلوماسية لتسوية كل المشاكل العالقة». وأكد التزام روسيا إكمال بناء مفاعل «بوشهر» النووي في إيران. جاء ذلك بعد دعوة بيلدت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، الى توخي «الحذر الشديد» في فرض عقوبات على إيران، معتبراً أن «من السهل أن يرتد الأمر علينا». ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤول في الاتحاد قوله ان المديرين السياسيين لوزارات الخارجية في الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، قد يلتقون الأسبوع المقبل، لمناقشة إجراءات «صارمة» ضد إيران.