شهدت البرازيل أمس تظاهرات مناهضة للرئيسة ديلما روسيف التي أظهر استطلاع للرأي أن حوالى ثلثَي المواطنين يؤيدون مساءلتها في شأن فضيحة فساد تهزّ شركة النفط «بتروبراس» المملوكة للدولة. وكان اكثر من مليون شخص شاركوا الشهر الماضي في تظاهرات ضخمة في البلاد، استجابة لدعوة من المعارضة، احتجاجاً على الحكومة والفساد. تظاهرات أمس نُظمت احتجاجاً على ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز وللدعوة الى احترام حقوق العمال. وقال الزعيم المعارض فابيو أوسترمان إن «الهدف الرئيس هو الدعوة الى طرد روسيف او استقالتها». واعتُقل نواب ومسؤولون برازيليون، بعضهم من حزب العمال الحاكم، وأُخضعوا لتحقيق في فضيحة تلقي رشاوى ببلايين الدولارات من «بتروبراس». وتتزامن الفضيحة مع تدهور الوضع الاقتصادي، اذ خفّضت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، تصنيف البرازيل الى سلبي، فيما ارتفع التضخم الى 8.13 في المئة. وانخفضت نسبة تأييد روسيف التي بدأت ولاية ثانية هذا العام، الى 19 في المئة، علماً انها حاولت فرض تدابير لخفض التكاليف وضبط الموازنة، كما وعدت بحماية البرامج الاجتماعية التي تُعتبر اساس الدعم للحزب الحاكم. لكن استطلاعاً للرأي أعدّته مؤسسة «داتافولها» ونُشرت نتائجه أمس، أظهر أن 63 في المئة من البرازيليين يؤيدون مساءلتها في فضيحة «بتروبراس»، لكن 64 في المئة رجّحوا ألا تمنع الفضيحة روسيف من إكمال ولايتها الرئاسية الثانية. وقلّلت أحزاب المعارضة من احتمال مساءلة روسيف، على رغم مساندتها الاحتجاجات ضدها. وتؤكد الرئيسة البرازيلية أنها لا تعرف شيئاً عن فضيحة الرشاوى ولا مسألة التحكّم في الأسعار التي يُقال إنها كبّدت الشركة بلايين الدولارات أثناء رئاستها لها بين عامَي 2003 و2010. وأشار الاستطلاع إلى أن البرازيليين ما زالوا يُشككون في رواية روسيف، اذ أظهر أن 57 في المئة يعتقدون بأنها كانت تعلم بالفساد وأتاحت حدوثه، فيما اعتبر 26 في المئة أنها كانت تعرف ولكنها لم تستطع فعل شيء لوقفه. ورأى 22 في المئة من المستطلعين أن الفساد هو أضخم مشكلة تواجه روسيف، في مقابل 23 في المئة اعتبروا أن منظومة الرعاية الصحية هي أبرز مشكلة في البرازيل. في بنما، أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما خلال لقائه روسيف على هامش قمة الأميركتين، أن الرئيسة البرازيلية ستزور واشنطن في 30 حزيران (يونيو) المقبل. روسيف التي ستكون اول رئيس برازيلي يزور الولاياتالمتحدة منذ عقدين، كان يُفترض ان تزور واشنطن عام 2013، لكنها ألغت الزيارة بعد معلومات عن تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على الاتصالات الهاتفية لملايين البرازيليين، بمَن فيهم روسيف ومستشاريها.