افادت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية) بأن القوات الإسرائيلية أطلقت فجر امس، رشقات رشاشة عشوائية من مواقعها على جبهة مزارع شبعا، وخصوصاً مواقع العلم والسماقة ومرصد جبل الشيخ، في فترات متقاربة، فيما ترددت أصوات انفجارت قوية من الطرف الجنوبي الشرقي للمزارع المحتلة، ورافق ذلك تحليق مكثف لطائرات استطلاع من دون طيار ومروحيات في أجواء المزارع، وفوق خط التماس لهذه المزارع مع المناطق اللبنانية المحررة المحاذية، لفترة زادت على الساعتين. وتحدثت الوكالة عن قيام الجنود الاسرائيليين بأعمال تحصين وتدشيم للكثير من المواقع في منطقة المزارع المحتلة، اضافة الى تركيب معدّات الكترونية وأجهزة استكشاف في المواقع المتقدمة. وأكدت أن القوات الاسرائيلية أدخلت تعديلات جذرية على موقع الضهيرة المحاذي لبلدة الغجر المحتلة، بحيث عملت ورش عسكرية مجهزة بآليات ومعدّات، على تغيير المعالم الشمالية للموقع من خلال اقامة الكثير من الدشم والسواتر الترابية ومن ثم تركيب المزيد من المعدّات العسكرية الاستكشافية وأجهزة المراقبة، كذلك عملت فرق فنية عسكرية أخرى على إدخال تعديلات وتركيب معدّات وأجهزة شبيهة، في مواقع السماقة ورمتا والعلم ومرصد جبل الشيخ، وكان الجنود عملوا على تركيز أعمدة حديدية ثبتت فوقها كاميرات فيديو للمراقبة في مرتفعات جبل الشيخ المواجهة لبركة النقار الى الغرب من بلدة شبعا، وفي تلال مشرفة على مزرعة بسطرة وفي تل العصافير المشرف على محور المجيدية. الى ذلك، وصل الى لبنان وفد دولي عسكري - مدني رفيع من مقر الأممالمتحدة في نيويورك، في مهمة رسمية خاصة داخل منطقة عمل «يونيفيل» تستغرق أياماً، هدفها إعداد دراسة ميدانية شاملة عن القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، على أن تقدم هذه الدراسة لبحثها لاحقاً وإقرارها في الأممالمتحدة. وضم الوفد الدولي العائد الى قسم التخطيط في المنظمة الدولية، فرقاً عملانية واستراتيجية ولوجيستية وللشؤون العسكرية، وبدأ مهمته بلقاء مع قيادة «يونيفيل» في الناقورة، واطلع منها على مختلف الأوضاع العسكرية والحياتية، إضافة الى الوضع الميداني لكل الكتائب العاملة ضمنها في جنوب لبنان، إضافة الى حاجاتها المستقبلية لتأمين حسن سير العمل، في تأدية مهمتها التي كلفت القيام بها عبر القرار الدولي الرقم 1701. ويجول الوفد ميدانياً على كل القطاعات الحدودية الجنوبية حيث تنتشر «يونيفيل»، وأمضى ساعات عدة في مقر قيادة الكتيبة الإسبانية في سهل ابل السقي، ومقر قيادة الكتيبة الهندية في نقار كوكبا، إضافة الى قيادة الكتيبة الماليزية في تلة كوكبا، بحيث التقى الكثير من ضباطها. ثم جال الوفد في المواقع الدولية المشرفة على مزارع شبعا المحتلة، ومنها مواقع تلال كفرشوبا المحاذية لبركة بعثائيل وتلال شبعا عند بركة النقار، حيث راقب عن قرب وبواسطة مناظير المواقع الإسرائيلية في الطرف المواجه. وانتقل الوفد ضمن تدابير امنية مشددة الى المواقع المطلة على بلدة الغجر المحتلة، وسمع شرحاً ميدانياً للوضع من ضباط تابعين للكتيبة الإسبانية في هذا القطاع، وراقب عن كثب الخط الأزرق الذي يشطر البلدة الى قسمين والتدابير العسكرية المتخذة عند تخومها، وانتقل بعدها الى بلدة كفركلا وبوابة فاطمة المحاذية للسياج الحدودي الفاصل واطلع على الوضع في هذا المحور، ثم جال في مواقع القطاع الغربي.