لا تزال الشاعرة اعتدال الذكر الله تتلقى تهاني المثقفين والمثقفات تحديداً، على ما وصفوه بالإنجاز، لإدراج بعض من نصوصها ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم، للمرة الأولى بالنسبة لشاعرة سعودية في تاريخ هذه الوزارة. ومن المعروف أن الشاعرة الذكر الله من أم تنتمي إلى أصفهان في إيران، وتجيد إلى حد ما اللغة الفارسية، وشاركت قبل ثلاثة أعوام، في تقديم محاضرة في جامعة اصفهان أثناء زيارة سياحية، حول أدب المرأة السعودية، مستعرضة تجارب عدد من النماذج الشعرية النسائية، مثل تجربة هدى الدغفق، وخديجة الصبان، وانصاف بخاري، وتناولت في المحاضرة المشهد الثقافي في المملكة، إضافة إلى إلقاء قصيدة فارسية لأستاذ الأدب العربي في جامعة أصفهان نرجس كنجي. وتباغت الشاعرة حضور أمسياتها الشعرية في المنطقة الشرقية، بكلمات فارسية، بقصد لفت الانتباه. وأشارت إلى حبها مطالعة أشهر شعراء الفرس مثل: رباعيات عمر الخيام وما تحوي من معان صوفية. وكذلك نصوص سعد وحافظ الشيرازي، لافتة إلى تأثير والدتها الأصفهانية، «والتي زرعت فيّ الجرأة والقدرة على مواجهة الجمهور والمسؤولين الكبار، والثقة بالنفس، وتقدير الثقافة، وملازمة الشعور بالاغتراب الداخلي، ما انعكس في شكل كبير على نصوصي الوجدانية»، مشددة بالقول: «لربما البعض يشكك في شاعريتي، ولغتي وابداعي ونتاجي الشعري، بيد أن ثقتي بنفسي عالية، في طريقة الأداء وايصال ما اقرأ إلى روح المتلقي». وحول التشكيك الدائم في شاعريتها، وفي الجوائز التي حصدتها، قالت الذكر الله: «لربما هم على حق، وربما من حكم علي بذلك هو متبحر في فن الشعر، واللغة الشعرية، والابداع الشعري العربي الأصيل»، نافية لومها ل «هؤلاء المنتقدين». واستدركت: «بيد أن ما استغربه، هذه الحدة والاصرار على أن اعتدال ليست بشاعرة... على رغم الجوائز العديدة التي حصدتها. إضافة إلى رسالة الماجستير التي تعد حول تجربتي الشعرية، للباحثة مريم الرميحي في جامعة الملك سعود»، متسائلة «هل جميع هؤلاء لا يفقهون بالشعر... سوى من ينتقدني من بيئتي؟!». وأبدت اعتزازها بقول الشاعر جاسم الصحيح: «أول من ألف الشعر الأحسائي الفصيح اعتدال الذكر الله»، مطالبة ب «الالتفات إلى ذلك»، ومبدية عتبها على من انتقدها من مثقفي الأحساء، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تجرؤ يوماً «على القول انني شاعرة مميزة». يذكر أن الذكر الله ستصدر ديوانها الرابع قريباً بعنوان «احتراق في بوتقة العشق»، ويضم 30 نصاً.