اشتكى الروائي والقاص خالد اليوسف من بيروقراطية وتسويف ومماطلة واجهها في نادي مكة الأدبي، حين تقدم لهم بأنطولوجيا القصة في المملكة، لتصدر عنه، ماجعله يبحث عن ناشر آخر، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة تبنت إصداره أخيراً، عبر مؤتمر الأدباء السعوديين. وقال اليوسف إن البيروقراطية الطويلة، التي لا تحتمل، والوعود التسويفية والشروط المملة وأهمها عرض الكتاب على لجنة نشر لدراسته وكتابة محضر بذلك، حتى يصدر القرار بالموافقة من عدمها، على رغم موافقة النادي المسبقة بخطاب رسمي، كل ذلك دفعه إلى إصدار كتابه في أسرع وقت، بخاصة أنه يعد الأول من نوعه في المملكة، ويوثق لعشرات القصاصين من مختلف الأجيال. وأوضح أنه حين أشرف على نهاية إعداد الأنطولوجيا «التقيت عضو مجلس الإدارة في نادي مكةالمكرمة الأدبي فاروق بنجر، وطرحت عليه فكرة مشروعي على أن يطبع لدى ناشر خارج المملكة، فاقترح عرضه على مجلس الإدارة... ولم تمض أيام قليلة حتى وصل خبر موافقة المجلس ملحقاً بخطاب مع طلبهم عروض الأسعار، التي ما أن أحضرتها بالاتفاق مع دار الانتشار العربي في بيروت إضافة إلى خطاب مني، وضحت فيه كل شيء، لكن بدلاً من الشروع في خطوات الإصدار، فوجئت بالنادي يماطل ويقوم بالتسويف في الوقت الذي كنت انتظر صدور الكتاب». وأشار إلى أنه وجد نفسه في وضع حرج، وما كان أمامه سوى أن ينتهز وجود وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة في منزله، ليحاول مقابلته وعرض عليه الأمر، لأهمية الكتاب بالنسبة إلى المشهد الأدبي السعودي بكامله. وقال إنه التقى فعلاً بالوزير في مكتبه في جدة، وعرض عليه الكتاب وطلب منه كتابة مقدمة، إلا أن الدكتور خوجة اعتذر عن كتابة المقدمة، لكنه أثنى على الكتاب، ووصفه ب «الجهد الوطني» لافتاً إلى أنه كتاب «يقدم نفسه بنفسه ولا يحتاج إلا للنشر الجيد، ونصحني بطباعته فوراً من غير توصية أو انتظار، وهو ما شجعني على نسيان وعود نادي مكة والسعي لفسحه». وذكر اليوسف أن وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل طلب لاحقاً أن تكون الأنطولوجيا ضمن مطبوعات الوكالة لمؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، لافتاً إلى أن هذه هي رغبته، «أي أن يكون هذا الكتاب لكل الوطن، وخير من يلبي هذا الطلب وزارة الثقافة والإعلام». من جهة، نفى عضو مجلس إدارة نادي مكة الدكتور محمد مريسي الحارثي، بصفته رئيس لجنة الإصدارات والمطبوعات، أن يكون النادي قد وعد أو وافق على طباعة الانطولوجيا، التي أعدها اليوسف. وقال: «كيف نطبع كتاباً لم نحكمه. هذا الكتاب لم يصلنا ولا نعرف عنه شيئاً ولا علاقة لنا في ما يشاع أن نادي مكة سيطبعه أو يتكفل بنشره». وأضاف الحارثي أنه يقدر جهود الأديب خالد اليوسف البحثية والببلوجرافية وكان يتمنى التعاون معه لطباعة الكتاب، لكن لم يصلنا أي مخطوط له حتى الآن كي نقوم بالإجراءات التالية. وأرجع اليوسف بداية فكرة تدوين أنطولوجيا إلى فترة رئاسته لنادي القصة السعودي (سابقاً). وقال إنه رغب في أن تصدر الأنطولوجيا لدى ناشر عربي، حتى تحظى القصة في السعودية بحضور في العالم العربي. يذكر أن «أنطولوجيا القصة القصيرة في المملكة» صدرت أخيراً وستوزع في مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، الذي ينطلق الاثنين المقبل، وتضم سيراً ونماذج لكل الأجيال القصصية، إضافة إلى دراسة في مقدمة الأنطولوجيا ومدخل تعريفي بها، ونبذة عن المنهج وخطوات تنفيذه. وتتجه الانطولوجيا إلى القراء المعنيين بالقصة، وإلى الدارسين والباحثين والأكاديميين، الذين يرغبون في اختيار النماذج المناسبة للطلاب.