علمت «الحياة» أن شرطة منطقة الرياض تمكنت من القبض على الجناة الذين أطلقوا النار على اثنين من رجال الأمن الأربعاء الماضي ما أدى إلى وفاتهما، وكذلك الجناة الذين أصابوا اثنين آخرين في نهاية آذار (مارس) الماضي، فيما ترددت أنباء عن أنه تم القبض على أحد الجناة في منفذ «الطوال» الحدودي عبر حرس الحدود، في حين تتواصل التحقيقات للتوصّل إلى مزيد من التفاصيل. وأوضحت مصادر ل«الحياة» أن جهوداً أمنية حثيثة بُذلت خلال الأسبوعين الماضيين للبحث والتحري عن الجناة الذين استهدفوا رجال الأمن بشكل ممنهج على مستوى الرياض وخارجها، وتوصلت تلك الجهود للإطاحة بعدد من الجناة، من بينهم من قاموا بعمليات استهداف رجال الأمن في الرياض أخيراً، فيما لم تدلِ المصادر بالمزيد من التفاصيل. وكانت شرطة الرياض أعلنت في نهاية آذار (مارس) الماضي عن إصابة شرطيين بإطلاق نار من مركبة مجهولة في حي وادي لبن (وسط غرب الرياض)، أثناء قيام إحدى دوريات الأمن بمهماتها، كما استشهد اثنان من رجال الأمن الأربعاء الماضي في خامس اعتداء من نوعه في غضون شهر على مستوى الرياض فقط، بعد تعرضهما لإطلاق نار أثناء قيامهما بمهماتهما الميدانية شرق الرياض. كما تعرّض ضابط أمن لإطلاق نار استهدف مركبته الخاصة، شمال الرياض، في الثامن من آذار (مارس) الماضي، وكشفت المصادر في حينها أن الاعتداء تم أثناء تنقل الضابط بمركبته على طريق الدمام السريع، إذ فوجئ بإطلاق نار من مركبة كانت تسير بمحاذاته، ما أدى إلى إصابته. وفي حادثة أخرى، لقي أحد أفراد قوات المهمات والواجبات الخاصة بشرطة منطقة الرياض مصرعه متأثراً بجروحه بعد إصابته بطلق ناري في فخذه الأيمن أثناء القيام بدهم أحد المنازل للقبض على جانٍ متورط في جريمة قتل، ما استدعى نقله إلى المستشفى متأثراً بإصابته. وتلقى رجال المرور في الشهر الماضي طعنة لم تكن على أرض الميدان، وإنما من داخل القطاع نفسه، إذ قام أحد أفراد مرور القريات بطعن أحد زملائه بآلة حادة، توفي على إثرها داخل غرفة العمليات في مستشفى القريات العام – بحسب بيان صحافي للمتحدث الأمني لشرطة الجوف العقيد الدكتور تركي المويشير. كما شهد الإثنين الماضي حادثة استشهاد رجل أمن، وإصابة ثلاثة آخرين في العوامية (شرق السعودية)، أثناء عملية دهم لأحد المواقع في المنطقة، وخلال تبادل لإطلاق النار مع الإرهابيين. «داعش» يوصي «الذئاب المنفردة» بشنّ هجمات ضد قوات الأمن في حين يعمد تنظيم «داعش» على شنّ هجمات جماعية ضد خصومه في المناطق التي يسيطر عليها التي بدأت في الانحسار في كل من العراق وسورية، إلا أنه في الدول والمناطق التي يصعب عليه تنفيذ عمليات إرهابية بشكل جماعي على أراضيها، يلجأ لاستخدام ما يسمى ب«الذئاب المنفردة»، التي تتمثّل بأفراد تكمن مهمتهم في القيام بعمليات إرهابية عبر أسلحة خفيفة أو إلقاء قنابل متفجرة تستهدف عادة أشخاصاً يتم تحديدهم سلفاً مثل ضباط الأمن أو شخصيات ذات ثقل سياسي. ونشر موقع مؤسسة الخلافة وهو أحد المواقع النشطة التابعة لتنظيم «داعش» في الإنترنت، نصائح ورسائل عدة بعنوان: «الذئاب المنفردة» في الرياض وعمّان، احتوت على عدد من التوجيهات والنصائح للأشخاص الذين ينوون القيام بأعمال إرهابية بشكل فردي ضد رجال الأمن أو الأشخاص الغربيين. وتضمنت الرسائل التحريضية المنشورة في الموقع الذي لم يتم حظره في السعودية حتى الآن، مقاطع فيديو توضح كيفية تصنيع المتفجرات وتفخيخ المنازل والمركبات، إضافة إلى إرشادات لتجنب الوقوع في قبضة السلطات الأمنية، واستخدام وسائل بديلة لمن لا يتمكن من حمل السلاح، مثل دس السُم في الطعام أو من خلال المهاجمة بآلة حادة كالسكين ونحوها. واستشهد الموقع بأعمال إرهابية قام بها ما يعرف ب«الذئاب المنفردة» حصلت في السعودية مسبقاً، وبعض البلدان الغربية كمحاولة اغتيال مواطن دنماركي في الرياض أواخر كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، ومواطنين أميركيين في المنطقة الشرقية قبل شهرين، وسياح فرنسيين في المدينةالمنورة في عام 2007، إضافة إلى الهجوم الدامي على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة في باريس 7 كانون الثاني (يناير) 2015. وتعد ظاهرة «الذئاب المنفردة» التي يقصد بها الأفراد الذين يقومون بأعمال عنف بشكل منفرد من دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، ذات ظهور متواصل في عدد من البلدان، فيما تتنوع دوافع الجناة الذين يقومون ببعض العمليات الإرهابية ما بين الدوافع الشخصية وتلقّي تعليمات من جهة «إرهابية». وكانت السعودية شهدت في الأشهر الماضية حوادث عدة استهدفت رجال أمن أثناء تأدية أعمالهم قام بها مجهولون، في حين تم القبض على شخص اعتدى على ضابط تعرض لإطلاق نار داخل مركبته، فيما لا تزال التحقيقات جارية للكشف عن الجناة الآخرين.