أنهي وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أمس زيارة رسمية لإيران، حيث التقى الرئيس محمود أحمدي نجاد، وشارك في الاجتماع الاول للجنة الاقتصادية الإماراتية - الإيرانية على رأس وفد رفيع المستوى. ووقّع الجانبان خمس مذكرات تفاهم في مجال تسليم المجرمين، والمساعدة القضائية في المسائل الجناية، وفي المسائل المدنية والتجارية، إضافة الى التعاون الفني في مجال المواصفات والمقاييس. وقال الشيخ عبدالله: «ان الاحداث المتسارعة التى يشهدها العالم في الوقت الحاضر وتلقي بظلالها على المنطقة تتطلب المزيد من التشاور والتنسيق لمواجهة هذه التغييرات» ، معرباً عن أمله في تطوير العلاقات مع طهران بما «يخدم المصالح المشتركة»، متطلعاً إلى «المزيد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم والتعاون في المحافل الدولية والقضايا المعاصرة التى تهم البشرية مثل حقوق الانسان والبيئة والطاقة المتجددة، وسيكون لذلك دور كبير وفاعل في تعميق علاقاتنا الثنائية بما يخدم السلام والامن الاقليميين ويعزز الثقة في المنطقة». واعتبر ايران «شريكاً تجارياً كاملاً للامارات، إذ وصل حجم التبادل التجاري في العام الماضي الى اكثر من 7 بلايين دولار، اضافة الى حركة الطيران والسفر الناشطة بين البلدين «. وأوضح إن الاجتماع الاول للجنة المشتركة في طهران «احد المكاسب التى اثمرت عنها زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لدولة الامارات عام2007 « . إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي كل الدول، بما فيها النامية «إلى مواجهة الازمة الاقتصادية العالمية، من خلال التكاتف والتعاون في ما بينها»، وإلى «ضرورة تبادل المعلومات والاهتمام بتطوير واصلاح المؤسسات الاقتصادية والمصرفية والانظمة المالية وتعديل القوانين المصرفية». ولم يتطرق وزير الخارجية الاماراتي إلى قضية الجزر الثلاث المتنازع عليها مع ايران، الا انه قال ان «تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات المختلفة تبدد المشاكل التي تواجه البلدين» ، فيما أبدى متقي رغبة بلاده في استئناف المحادثات مع الجانب الاماراتي لتبديد « سوء التفاهم على جزيرة ابو موسى « . أما نجاد فأكد أن تنمية وتوسيع «التعاون بين دول المنطقة يعتبر العامل الرئيسي للإزدهار والتقدم ويحول دون فرض مشكلات المستكبرين على الشعوب». واعتبر «العلاقات والروابط بين دول المنطقة ومنها ايرانوالامارات تصب في مصلحة شعبي البلدين». وقال: «ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا ترى أي عائق أمام تطوير تعاونها مع دول المنطقة بما فيها دولة الامارات العربية المتحدة «. وتابع أن «قوى الهيمنة في صدد نقل مشاكلها الى شعوب العالم»، موضحاً ان «تنمية التعاون وتوسيعه بين دول المنطقة عامل رئيسي للإزدهار والتقدم ويحول دون فرض مشاكل المستكبرين على الشعوب «. وأشار الى حجم التبادل التجاري الكبير بين ايرانوالامارات، مشدداً على «ضرورة استثمار الإمكانات الهائلة لدى البلدين» . من جانبه ، أوضح الشيخ عبدالله أن بلاده تولي أهمية لعلاقاتها مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، مؤكداً أن «ابو ظبي تدعو الى تنمية علاقات التعاون مع طهران وتوسيعها بشكل غير محدود وفي مختلف المجالات». ولفت الى عقد الاجتماع الأول للجنة التعاون الاقتصادي في طهران، وقال: «ان التعاون بين دول المنطقة يصب في مصلحة الشعوب».