أكد رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أمس ان بلاده تمكنت من «احتواء الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية وتجاوزت كثيراً من نتائجها وتداعياتها». وقال: «لدينا القدرة والعزيمة لمواصلة العمل في هذا الاتجاه لاستكمال الخطوات التي اتخذناها في هذا المجال، وصولاً إلى إزالة العقبات التي تحول دون استمرار زخم عملية التنمية وقوة دفعها». وأضاف في حديث إلى «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا) لمناسبة انعقاد القمة الخليجية الأسبوع المقبل في الكويت ان الأزمة الاقتصادية العالمية «كانت من بين القضايا التي واجهت دول مجلس التعاون، سواء على المستوى الوطني أم على المستوى الجماعي». ولفت إلى ان دول المجلس تداعت لمناقشة هذه المسألة والعمل على احتواء الآثار المحتملة لها وبلورة موقف خليجي موحد خلال المنتديات والمؤتمرات الإقليمية والدولية التي تصدت للأزمة وحاولت تشخيص أسبابها ووسائل علاجها. وقال الشيخ خليفة، وهو في الوقت ذاته حاكم إمارة أبو ظبي: «طبيعي ان تكون لقمة الكويت مراجعة لما اتخذته دول المجلس من خطوات في هذا المجال ودرس أي خطوات تكميلية من شأنها تحصين اقتصادات دول المجلس وتجنبيها أي مضاعفات محتملة». وأكد ان دول مجلس التعاون، على رغم التداعيات المختلفة للأزمة الاقتصادية والمالية، «استطاعت بفضل ما تتمتع به اقتصاداتها من مرونة وما تملكه من قاعدة اقتصادية قوية على صعيدي الإنتاج والخدمات، ان تتجاوز كثيراً من الصعوبات التي أفرزتها الأزمة والمحافظة على مستوى نمو مقبول وحل بعض المشاكل التي كانت تواجه اقتصاداتنا قبل اندلاع الأزمة مثل التضخم الذي بلغ مستويات عالية ومعالجة غلاء المعيشة الذي كان من المشاكل التي رافقت تسارع وتيرة التنمية». ولفت الشيخ خليفة إلى ان نجاح تجربة مجلس التعاون استندت إلى ان العمل الخليجي المشترك مثّل في جانب من جوانبه استجابة لتحديات مشتركة واجهت دول المجلس. وقال: «ان أبرز العوامل التي مكنت تجربة مجلس التعاون من الاستمرار والنمو هي أنها تجربة مبنية على التوافق والتأني والتدرج، وبالتالي فإن القرارات التي كانت تصدر عنه تجد في معظمها طريق التطبيق وتحظى باحترام الدول الأعضاء حتى لو حالت ظروفٌ دون الالتزام بالجداول الزمنية الموضوعة لها». وأضاف: «طبيعي ألا يكون الإنجاز في حجم الآمال، فالحياة تتطور باستمرار والمطالب والآمال تتجدد وتتغير بتغير الظروف والمعطيات». وقال: «نحن نتفهم ان طموحات المواطن الخليجي تتجاوز في بعض الأحيان، إيقاع العمل في هيئات مجلس التعاون. لكن ذلك التفاوت لا يعني ان العمل الخليجي المشترك يتم في معزل عن مطالب أبناء دول المجلس ولا يتلمس طموحاتهم، فسجل المجلس حافل بكثير من الإنجازات والخطوات التي لبّت كثيراً من طموحات أبناء المنطقة وشكّلت إضافات مهمة في مسيرة التعاون الخليجي». وأكد الشيخ خليفة ان التكامل بين دول مجلس التعاون أحد الأهداف التي يعمل المجلس على تحقيقها بتأمين مستلزماته وعوامل نجاحه خلال إجراء تعديلات هيكلية وتغيير في التشريعات واستقصاء شامل لآثار كل خطوة «حتى يكون أساس التكامل المنشود سليماً وقادراً على استيعاب كل المستجدات والمتغيرات المستقبلية». وأكد ان دول المجلس وضعت أسساً مهمة مثل الاتحاد الجمركي الذي يشكل الأساس لقيام السوق المشتركة بينها، واتخذت قرارات متصلة بحرية أبناء دول المجلس في ممارسة نشاطات اقتصادية وحرية تملك الأسهم وممارسة كثير من المهن فضلاً عن تعديل كثير من التشريعات الاقتصادية استناداً إلى القوانين الاقتصادية الاسترشادية التي أصدرها مجلس التعاون. وشدد على «ان التكامل بين الدول الأعضاء في المجلس ممارسة مستمرة لم تتوقف وهي ماضية في طريقها إلى هدفها النهائي وهو قيام الوحدة الخليجية».