كوبنهاغن - أ ف ب – احتدمت المناقشات في كواليس قمة كوبنهاغن للمناخ، مع دخول المفاوضات في الصميم أول من أمس، مناقشاتٍ حامية تهدف إلى صياغة اتفاق يحدُّ من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي. وأثار تسريب نص اقتراحات للدنمارك رئيسة القمة، غضب الدول النامية، إذ لفت مندوب السودان لومومبا ستانيسلاس ديا بينغ متحدثاً باسم مجموعة ال 77 (تحالف 130 دولة نامية)، إلى تنديد هذه الدول، التي اعتبرت ذلك «انتهاكاً خطيراً يهدد نجاح عملية التفاوض»، مستبعداً على رغم ذلك، الانسحاب من القمة. ونفت الرئاسة الدنماركية وجود «نص دنماركي سري» في شأن اتفاق جديد، وأوضحت وزيرة المناخ الدنماركية كوني هيديغارد، أن الأوراق المسرّبة مجرد «مسودات عمل تشكل أساساً لمشاورات غير رسمية». وفي نيويورك أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تفاؤله، متوقعاً التوصل إلى «اتفاق قوي سيصبح سارياً على الفور». فيما رجح رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو قبل يومين، التوصل إلى «اتفاق سياسي ملزم»، ورأى أن دول الاتحاد الأوروبي «في حال التزمت خفض الانبعاثات، فلن يكون ذلك مؤثراً كثيراً لأن الانبعاثات الصادرة عنها لا تتجاوز 14 في المئة مما ينبعث في العالم». وفي وقت استمر الجدال محتدماً في شأن «كلايمت غيت»، أي قضية خبراء المناخ المتهمين بالتلاعب بمعلومات بعد نشر رسائلهم الإلكترونية المقرصنة، اعتبرت منظمة الأرصاد العالمية أن العقد الأول للقرن ال 21، هو «الأكثر حرارة» منذ بدء العمل في أجهزة قياس درجات الحرارة عام 1850. إلى ذلك، لا تزال الدول الأوروبية منقسمة حول جدوى زيادة وعودها بخفض الانبعاثات، الذي يمكن أن يرتفع من 20 في المئة الى 30 في المئة قبل عام 2020 (مقارنة بعام 1990)، في حال التوصل الى اتفاق عالمي طموح نهاية القمة. وأعلن مندوب مملكة ليسوتو الصغيرة المحاصرة داخل جنوب افريقيا برونو سيلكولي، الذي يرأس مجموعة الدول الأقل تقدماً، «حاجة هذه الدول الى تعهدات قوية وأرقام وجدول زمني». وأشاد بالمفاوضات، معتبراً أنها «صريحة وفاعلة وديناميكية». وحذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة نوباو تاناكا، من «أي فشل في القمة»، لأن ذلك «سيكلف الاقتصاد العالمي 500 بليون دولار سنوياً للعودة الى هدف قصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على درجتين مئويتن مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. وتخضع قضية خفض الانبعاثات لمناقشات شاقة مغلقة، مع التذكير كل لحظة بالحاجة الملحة إلى التحرك اليومي وأحياناً في شكل طريف. إذ لا أحد ينجو على مخارج مترو الأنفاق، من الشارة التي يوزعها شبان دنماركيون لشكر الركاب على انهم «استقلوا المترو واقتصدوا 85 في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون». المكسيك بعد كوبنهاغن وأعلنت الرئيسة الدنماركية لقمة كوبنهاغن كوني هيديغارد أمس، أن جنوب افريقيا «ستستضيف مؤتمر الأممالمتحدة ال 17 حول المناخ عام 2011، على أن تُعقد القمة المقبلة في مكسيكو عام 2010، والقمة ال 18 عام 2012 في آسيا».