أعلن تحالف «عاصفة الحزم» أمس استجابة قادة عسكريين يمنيين لنداءاته بالاتصال بالقادة العسكريين الموالين للحكومة الشرعية. وأكد أن العدد سيزيد «خلال الساعات المقبلة». إلى ذلك، نفت الجزائر أنباء عن «أزمة صامتة» مع المملكة السعودية بسبب مزاعم عن رفض الأخير دخول طائرة مدنية أجواءها لإجلاء رعايا جزائريين وعرب من صنعاء مطلع الأسبوع. وأكدت أن كل ما كتب في الموضوع «عار من الصحة». ودعا تحالف اللجان الشعبية التي تقاوم الميليشيات الحوثية وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح الحفاظ على أمن وسلامة من يستسلمون من الحوثيين ومؤيدي الرئيس السابق، إلى أن تتخذ بحقهم إجراءات وفقاً للقانون اليمني. وأكد التحالف أن الحوثيين ومناصريهم في عدن أضحوا يتعرضون لضغط شديد في عدن. وندد بارتكابهم فظائع في منطقة كريتر. وأشار إلى استهداف مقاتلاته عدداً كبيراً من مستودعات الذخيرة والأسلحة في أرجاء اليمن. وحذّر إيران من أنه يحتفظ لنفسه بحق الرد على أي محاولات إيرانية لتسليح الميليشيات اليمنية. وجدد المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات تحالف «عاصفة الحزم» العميد ركن أحمد حسن عسيري، في إيجازه الصحافي لعمليات اليوم ال14 ل«عاصفة الحزم»، حرص التحالف على المهمات الإنسانية. وأكد وصول سفينة محمَّلة بالإغاثة إلى ميناء عدن، لكن الوضع في الأحياء المحيطة بالميناء «مضطرب»، ما حال دون توصيل شحنتها إلى المستهدفين بها. وأوضح أن عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من اليمن استمرت أمس. وفي شأن العمليات الجوية أمس، قال عسيري إن الغارات استهدفت عدداً كبيراً من مستودعات الذخيرة، ومواقع صواريخ أرض – أرض والدفاعات الجوية. وأضاف أن الغارات استهدفت مواقع الألوية والمعسكرات التي لا تزال تزود الميليشيات الحوثية بالدعم، ومنها اللواء ال33 في الضالع، واللواء ال117 (المجد) في الضالع، ومعسكر الخالد في تعز، ومعسكر الحمزة في صعدة. وزاد أن القطع البحرية السعودية على باب المندب تلقت معلومات بتحركات عناصر حوثية في جزيرة ميون فاستهدفتها. وذكر أن الميليشيات الحوثية أضحت معزولة في كامل الأراضي اليمنية. وأشار إلى قصف رادار للدفاع الجوي ومبنى للقيادة تابع للميليشيات الحوثية، ومستودع للذخيرة، وأحد المعسكرات في عدن. أما على صعيد العمليات البرية، فأوضح أن مدفعية الميدان وقوات حرس الحدود السعودي تواصل أعمالها الروتينية على كامل الشريط الحدودي بمحاذاة اليمن، مع استهداف الميليشيات الحوثية في منطقتي صعدة ومران، فيما تواصل السفن الحربية والبوارج التابعة للتحالف دورياتها في خليج عدن ومضيق باب المندب لمنع وصول أي إمدادات للحوثيين وحلفائهم. وتعليقاً على تقارير عن وصول بارجة إيرانية إلى خليج عدن، قال عسيري إن حركة السفن في المياه الدولية متاحة لجميع البحريات، بما فيها الإيرانية. وزاد أن قوات التحالف سبق أن أعلنت أن المياه الإقليمية اليمنية والمجال الجوي اليمني يخضع لسيطرتها. ونفى أن يكون صدر عن أي من القطع البحرية الإيرانية أي تصرف عدائي. وقال: نحتفظ بحق الرد على أي محاولات إيرانية لتسليح الميليشيات اليمنية. وفي ما يتعلق بالقلق الناجم عن استغلال تنظيم «القاعدة» الفوضى الراهنة في اليمن، رأى المتحدث باسم قوات التحالف أنه ينبغي التخلص أولاً من الميليشيات الحوثية، وإعادة الحكومة الشرعية اليمنية لتستأنف عملياتها لمكافحة «القاعدة». وقال إن ذلك يتطلب سنداً من المجتمع الدولي. وأضاف أنه متى عادت الحكومة الشرعية، فإنها ستعيد بناء قدرات الجيش اليمني، بعيداً عن تدخل الميليشيات. وأكد عسيري أن إيران لم تتقدم بأي طلب إلى قوات التحالف في شأن إجلاء رعاياها من اليمن. وقال إن معظم رعايا إيران في اليمن يعملون في تدريب الحوثيين، وهم معهم في خندق واحد يواجهون المصير نفسه. وجدد وعيده للحوثيين حتى لو انشقوا عن الميليشيا الحوثية، قائلاً إن الانشقاق شيء طبيعي وسط الميليشيات القائمة على الإرهاب، إذ إنهم حين يخسرون يتخاصمون، ولذلك لن يكون أي مكان آمناً بالنسبة إليهم. وزاد: «نعامل الحوثيين كعدو لليمنيين، وبالنسبة إلينا – ينشقون أو يتوحدون – هم كتلة متمردة واحدة». وفي طوكيو (رويترز) قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس (الأربعاء): «إن الحكومة الأميركية تأمل بأن تنتهي الاضطرابات في اليمن في وقت قريب». وأضاف كارتر في أول رحلة رسمية لآسيا: «بالنسبة إلى اليمن، تدعم الولاياتالمتحدة مساعي التوصل لحل سلمي هناك، لوقف دائرة العنف هناك. وفي الوقت نفسه نساهم في الجهود السعودية لحماية أمنها، وهو يتسق مع المصالح الطويلة الأمد للولايات المتحدة في ما يخص شريكاً قديماً لنا في المنطقة». وقال: «خطر الإرهاب الذي يحدق بالغرب، بما في ذلك الولاياتالمتحدة ويتمثل في تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» قديم وخطر، سنواصل التصدي له، ولكن كما هو جلي سنغير أسلوبنا بحسب الظروف. وزاد: «بكل تأكيد نأمل بأن يعود النظام لليمن، ليس لهذا السبب فحسب، بل بسبب المعاناة الكبيرة في اليمن، إذ إن تلك المعارك لا تنتهي وتلك الجماعات المختلفة تظهر من آن إلى آخر». وحول الأزمة الصامتة أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي الشريف، أن «العلاقات بين بلاده والمملكة العربية السعودية متينة ومتجذرة ومتميزة، وهي في تطور دائم ومستمر»، مشيراً إلى أن «الحديث عن سوء تفاهم بين البلدين إثر عملية إجلاء الرعايا الجزائريين من اليمن عار من الصحة». وفي رده على سؤال لوكالة الأنباء الجزائرية عما تداوله بعض وسائل الإعلام عن حصول سوء تفاهم مع المملكة العربية السعودية، قال بن علي الشريف إن «عملية إجلاء مواطنينا من اليمن تمت بتنسيق كامل وتفاهم مع السعودية وبقية الدول المعنية». وأوضح في هذا الصدد أن «كل ما في الأمر أن الطائرة الجزائرية أصابها عطل تم إصلاحه في عين المكان كما طرأت ظروف مناخية صعبة (عاصفة رملية) حالت دون إقلاعها باتجاه صنعاء، على رغم حصولها على كل الترخيصات اللازمة ثلاث مرات متتالية»، لافتاً إلى أن «هذه الظروف المناخية هي نفسها التي أدت إلى تأخر عمليات الإجلاء التي قامت بها دول أخرى». و أضاف أن «التواصل والتنسيق كان دائماً ومستمراً بين وزارتي خارجية البلدين، على أعلى مستوى، وعلاقتنا مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية أمتن اليوم مما كانت عليه بالأمس»،