احتفت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بأسماء شهداء الوطن الخمسة، الذين استشهدوا أثناء تأديتهم مهماتهم الأمنية في مناطق المملكة. وبث مغردون مشاركات مختلفة احتفاء برجال الأمن الثلاثة: سليمان المالكي، وعبدالرحمن الشواطي، ومحمد الحربي، الذين استشهدوا خلال وجودهم على الحدود السعودية - اليمنية، أثناء قيادة المملكة «عاصفة الحزم»، وحربها على الميليشيات الحوثية، وكذلك شهيد الواجب ماجد القحطاني، الذي قتل غدراً قبل يومين في بلدة العوامية (محافظة القطيف) أثناء عملية دهم نفذتها أجهزة الأمن، والرقيب عون الشهراني، الذي أصيب بطلق ناري أثناء قيامه مع رجال مكافحة المخدرات في منطقة الرياض بدهم أحد المطلوبين من مروّجي المخدرات، ما أدى إلى استشهاده في وقت لاحق. ووضع مغردون صور الشهداء في ملف تعريفهم الخاص. فيما فضل آخرون إرفاق أسمائهم في البطاقة التعريفية الشخصية في الموقع. وصمم آخرون صوراً رمزية حوت قصائد وكلمات حماسية. ولم يتوقف ذكر أسماء شهداء الوطن في تلك المواقع في قصائد الفخر، والدعاء أو تعزية ذويهم، إذ طالب مغردون الجهات المختصة ب«تخليد ذكرى أولئك الأبطال، وترسيخ ما قاموا به، بتسمية بعض معالم المملكة بأسمائهم». وامتداداً لإحياء ذكر شهداء الواجب، وعلى غرار «حي الشهداء» الواقع شرق العاصمة الرياض، الذي تبلغ مساحته أربعة كيلومترات، ويحوي 185 شارعاً فرعياً سميت بأسماء شهداء مدنيين وعسكريين، بأمر من أمير منطقة الرياض (في حينه) الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ازدادت مطالبات رواد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بتسمية بعض شوارع المملكة بأسماء رجال الأمن الذين «سطروا بدمائهم ملاحم فدائية وبطولية». ولم تقتصر المطالبات على تسمية الشوارع والطرقات فقط، بل امتدت لتشمل تسمية مدارس ومستشفيات ومراكز تعليمية وتدريبية ومساجد بأسمائهم. فيما قال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري ل«الحياة»: «من الممكن تحقيق ذلك في المساجد، إذ تم رفع الاقتراح إلى الوزارة لدرسه». وكتب مغردون في «تويتر»: «إن شهداء الوطن بذلوا حياتهم في سبيل أمنه، فكان الأولى بأصحاب القرار تخليد ذكراهم». وكانت أمانة جدة أطلقت قبل ثلاثة أعوام اسم الشهيد الباكستاني فرمان علي خان على أحد شوارعها، بعد مطالبات قدمها سعوديون عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ليكون نوعاً من التكريم للتضحية التي قدمها الشهيد خان في كارثة «سيولجدة» قبل أعوام، حين أنقذ 14 شخصاً من الغرق في السيول، ما أدى إلى وفاته. كما أطلقت لجنة تسمية الشوارع والميادين في محافظة جدة العام الماضي، أسماء 10 من شهداء الواجب على شوارع رئيسة في المدن التي كانوا يقيمون فيها، وهي: جدة، والقنفدة، والليث. بدوره، قال الباحث في شؤون الإعلام والسياسية فهيد التريباني ل«الحياة»: «إن شهداء الواجب في المملكة صُنفوا ضمن الشخصيات المهمة على المستويين المحلي والعالمي، والمطالبة بتسمية الصروح العلمية والدينية والمعالم بأسمائهم مطالبة سديدة وممكنة، ومن طريق الإعلام ربما تصل الأصوات إلى الجهات المختصة». وأضاف التريباني: «صدر أمر سامٍ كريم قبل 11 عاماً، يقضي بتسمية الشوارع والمحاور الرئيسة التي تقع في مواقع جيدة للمدن والمحافظات بأسماء شهداء الواجب من مختلف الرتب العسكرية، الذين استشهدوا أثناء أدائهم الواجب، وذلك تخليداً لذكر من ضحوا بأرواحهم فداء للدين ثم الملك والوطن، وعرفاناً لقيمة هؤلاء الشهداء، الذين صنفوا ضمن فئة «الشخصيات المهمة»، على المستوى المحلي والعالمي من أصحاب المكانة الاجتماعية والمشاهير، سميت شوارع عدة في العاصمة الرياض وغيرها من المدن والمحافظات بأسمائهم». وتمنى الباحث فهيد التريباني أن «تتجاوز التسمية الشوارع، لتشمل المستشفيات والمدارس والميادين العامة، وأن تطلق الأسماء على شوارع ومستشفيات ومدارس الرياض، لأهميتها باعتبارها عاصمة، وعظم دور ما قام به هؤلاء الشهداء، وذلك لترسيخ حب الفداء لدى الناشئة».