دفع الحب بعاشق متيم يائس إلى إضرام النار في منزل معشوقته في مدينة فاس المغربية بعدما قررت قطع العلاقة العاطفية التي كانت تجمعهما. وتوجه العاشق عزيز الذي يعمل مرشداً سياحياً في المدينة القديمة إلى منزل معشوقته منتصف الليل، بعدما اختمرت في رأسه فكرة الانتقام منها، عازماً على رد الاعتبار لكرامته بسبب رفضها مشاعر حبه نحوها. وكانت الفتاة تقطن بمفردها غرفة صغيرة في منزل كبير مشترك، يضم «شبه منازل» مصغرة يسكنها عدد من الجيران في أحد الأحياء الشعبية. ولحسن الحظ فأن الفتاة كانت غائبة عن بيتها تلك الليلة، لا سيما أن المخطط الانتقامي للرجل المصاب بجنون العشق الحارق لم يكن مستقراً تماماً على إشعال النار في المنزل، غير أنه حينما اقتحم المنزل، اكتشف أنها غير موجودة في داخله، وظن أنها شعرت بدخوله، فغادرت البيت للاختباء في مكان ما بين المنازل المجاورة. ولما لم يجد لها أثراً في بقية أرجاء المنزل المشترك، زاد غضبه اشتعالاً، فقرر أن يحيل بيتها رماداً كما أحالت قلبه وأحلامه العاطفية. وشب الحريق في محتويات منزل المعشوقة، بينما أصيب جيرانها بذعر شديد جراء خوفهم من انتقال ألسنة النيران إلى منازلهم، ومنها إلى منازل الحي المتميزة بالتصاقها الشديد واعتماد أسقفها على الخشب. وتدخلت عناصر الوقاية المدنية لإخماد النيران التي أتت على كل محتويات البيت. وفي اليوم التالي حل العاشق الولهان ضيفاً على السلطات الأمنية للتحقيق معه، في انتظار محاكمته.