يظل قلب أمهات المقاتلين في «عاصفة الحزم» دليلهن دائماً، فهنالك خيوط خفية بين الأم وابنها. بين دعوات روحانية وإحساس يرتفع نبضه مع كل لحظة يجدونها لمكالمة أمهاتهم وطمأنتهن، في مقابل كلمات الدعم والاعتزاز النابعة من صدق الأمومة. ولم تكن الزوجات أبعد حالاً عن الأمهات، إذ يقمن هن الأخريات بدور عميق في محاولة تغطية الفراغ الذي يتركه أزواجهن، وتعويض الأسرة عن غياب سيدها الأبرز. أم مشعل (49 عاماً)، تروي ل«الحياة» مشاعرها لحظة مغادرة ابنها إلى عمله مباشرة بعد عقد قرانه ليلة «عاصفة الحزم»، إذ اتجه بعدها لعمله كأحد الضباط المرابطين في القوات العسكرية البرية. وتقول: «أفتخر كثيراً أن يكون أحد أبنائي ممن يرابطون على الحدود تحت قيادة والدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما انتصر للعروبة في موطنها الأصلي ليقدم درساً للقاصي والداني بأن الحليم إذا غضب يُتقى». وتشير أم مشعل إلى أنها تجد هذه المشاعر عند أشقاء ابنها أيضاً حين ينثرون ملء حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي كلمات التشجيع والفخر والحماسة لشقيقهم ولجنودنا البواسل كافة، مفتخرين بما يقدمونه من شرف للأمة العربية والإسلامية. وبين مشاعر افتقاد الابن وحب الوطن، تحدثت أم مشعل ل«الحياة» عن قلب الأم الذي لا يطيق بعد الأبناء، لكنها تؤكد أن الفخر والعز يمتلك أمهات المقاتلين في «عاصفة الحزم» حين يسهم أبناؤهن في إنعاش قلب الأمة، وإعادة الأمل والحياة للجميع. وأبت أم مشعل إلا أن تختتم حديثها ب«عاش سيدي سلمان، وعاش الوطن وعاشوا صقور الوطن». ووجدت «الحياة» أم نواف (طرفة يوسف) تعيش بين تلك المشاعر الممتزجة بين الحرص على الولد، والحرص على الوطن، فهي بين ترقب ومتابعة للأخبار وتواصل مع ابنها المقاتل في القوات الجوية. ولفتت في حديثها إلى أمنية قديمة سكنت روحها منذ طفولة أولادها الخمسة، وهي أن ترى أحدهم رجل أمن تعتز بخدمته لوطنه، وتؤكد أم نواف أن شخصية ابنها العسكري ملائمة لعمله منذ صغره، ووصفته بأنه مختلف عن إخوته بجرأته وشجاعته وحبه للمساعدة والتضحية. وتضيف أم نواف بمشاعر الأم القوية «هذا وطننا ومهما كان، يستوجب أن يدافع أبناؤنا عنه»، وتذكر أنها دائماً توصيه أن يجعل حب الله ووطنه أهم شيء في الحياة، ولا ينفك لسانها عن إسماع ابنها المقاتل هذا الدعاء «الله يحفظكم وين ما كنتم ويفتح لكم الخير في كل مكان، ويسخر لكم أرضه ومن فوقها». وتشاركها منيرة عبدالله زوجة مقاتل في «عاصفة الحزم» مشاعر الفخر بزوجها لكونه شريك حياتها وأب طفلها. وأخبرت منيرة «الحياة» أنها فضلت المكوث قرب زوجها وهو مرابط في «عاصفة الحزم» على الذهاب إلى أهلها في الرياض، وباتت تتحمل مسؤولية طفلها وبيتها وتقضي أمورها بنفسها. مضيفة أنها دائماً تستودعه الله بدعائها، وكثيراً ما تخبره أنها محظوظة بمشاركته في الحرب فهي ترى هذه المشاركة أنها جهاد، وتشير منيرة إلى أنها حريصة على نفسية زوجها وعدم تعريضه لأي ضغط أسري، حتى يلتفت إلى مسؤوليات ومهمات عمله بذهن صافٍ.