استشهد رجل أمن فيما أصيب ثلاثة من زملائه خلال عملية دهم نفذتها أجهزة الأمن مساء أول من أمس في بلدة العوامية. وهو رجل الأمن الخامس الذي يستشهد طوال الأعوام الأربعة الماضية، منذ انطلقت شرارة الأحداث الأمنية في هذه البلدة الواقعة شمال محافظة القطيف. ما دفع وزارة الداخلية إلى الإعلان عن قائمة مطلوبين، تضم 23 اسماً، لم يبق منهم سوى سبعة مطلوبين. وبحسب معلومات حصلت عليها «الحياة» فإن العملية استهدفت في جانب منها القبض على ثلاثة من هؤلاء المطلوبين. وأعلنت وزارة الداخلية عن استشهاد رجل الأمن العريف ماجد تركي القحطاني، وإصابة ثلاثة آخرين، خلال تبادل إطلاق النار. وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي: «إن قوات الأمن قامت بعد عصر الأحد بتفتيش عدد من الأوكار التي توافرت أدلة على استخدامها من طريق العناصر الإرهابية في بلدة العوامية، وتم ضبط كمية من الأسلحة الآلية والمسدسات والذخيرة وأجهزة اتصال فيها». وأضاف التركي: «إنه أثناء انتقال رجال الأمن بين المواقع المستهدفة، تعرضوا لإطلاق نار كثيف من أحد المباني المجاورة، ما اقتضى التعامل مع الموقف بموجب الأنظمة، والرد على مصدر النيران بالمثل، والقبض على أربعة سعوديين من المتورطين في استهداف رجال الأمن بإطلاق النار، وهم يؤدون واجبهم»، لافتاً إلى أنه «نتج من تبادل إطلاق النار إصابة العريف ماجد تركي القحطاني، واستشهاده بعد نقله إلى المستشفى. كما تعرض ثلاثة من رجال الأمن ومواطن ومقيم لإصابات مختلفة وحالهم الصحية مستقرة، ولا تزال الحادثة محل المتابعة الأمنية». ويُعدّ العريف القحطاني الخامس من بين «شهداء الواجب» الذين قتلوا في القطيف أثناء مواجهات مسلحة مع مطلوبين أمنيين في بلدة العوامية، أو خلال أداء الواجب عموماً. وسجل 2012، أول حالة قتل استهدف فيها رجال أمن، إذ استشهد آنذاك الجندي أول حسين بواح علي زباني، فيما أعقبه في 2014، مقتل ثلاثة شهداء واجب، وهم: الرقيب نايف محمد خبراني، ووكيل الرقيب دليح هادي مجرشي، والجندي عبدالعزيز أحمد عسيري. لينضم للقائمة العريف ماجد القحطاني. وسجل 2014، أيضاً استشهاد الجندي أول رائد عبيد الرخيمي المطيري. ولكنه قُتل في مكان آخر داخل محافظة القطيف، وليس في بلدة العوامية. كما لم يسلم 40 رجل أمن من إصابات متفاوتة، نتيجة المواجهات مع المطلوبين، أو استهدافهم داخل دورياتهم أثناء تأديتهم مهماتهم، إضافة إلى وجودهم في نقاط التفتيش، وذلك منذ بدء الأحداث في العوامية في 2011، وذلك بحسب البيانات التي أصدرتها الداخلية السعودية في أوقات ماضية. وتضم قائمة المواجهات خلال الأعوام الأربعة الماضية حالات قتل ل 11 مطلوباً، تم القضاء عليهم ضمن مواجهات مع قوات الأمن، إضافة إلى خمس إصابات لمطلوبين تمت معالجتهم وتوقيفهم لتطبيق النظام في حقهم، ولم تخلُ تلك الأعوام من حالات القتل والإصابات التي تعرض لها مواطنون في العوامية من مثيري الشغب. وشهدت البلدة مقتل تسعة مواطنين، ومقيم آسيوي (بنغالي)، فيما أصيب 36 مواطناً بينهم خمسة نساء، وأربعة مقيمين من جنسيات عربية خلال الأعوام الأربعة الماضية. وتسعى عناصر الأمن من خلال وجودها في البلدة إلى بسط الأمن ومكافحة الجريمة بأشكالها كافة، والتي يقوم بها مطلوبون متورطون في قضايا أمنية، ومخدرات، إضافة إلى قضايا جنائية أخرى. وشهدت البلدة خلال الفترات الماضية، حوادث اعتداء ليس على عناصر الأمن فحسب، بل امتدت لتطاول موظفي مقاولين يقومون بتنفيذ مشاريع تنموية في البلدة، إضافة إلى مرافق عامة مثل: المباني الحكومية التي ضمت: البلدية، والدفاع المدني، ومراكز الشرطة. ويحاول المطلوبون استغلال طبيعة الأرض وانتشار المزارع المهملة والنخيل، إضافة إلى التخطيط القديم للبلدة، الذي أسهم في إيجاد مخابئ وأوكار لهم.