واشنطن، كابول - أ ب، أ ف ب - كثفت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما جهودها لتسويق استراتيجيته الجديدة في أفغانستان، من خلال ظهور وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس في ثلاثة برامج تلفزيونية أمس، شددا خلالها على أن البيت الأبيض سيقدم المساعدة الى الأفغان «في المكان المناسب، لاستخدامها كما ينبغي». وظهر الوزيران على برنامج «ذيس ويك» (هذا الأسبوع) في قناة «إي بي سي» وبرنامجي «فايس ذي نيشن» (واجه الأمة) و «ميت ذي برس» (قابل الصحافة) على قناتي «سي بي إس» و» إن بي سي»، في وقت بدأت القوات الأميركية و «الأطلسية» في إحداث تغيير نوعي في عملياتها في أفغانستان، وركزت على ولاية هلمند (جنوب البلد) حيث تسعى الى تقليص نفوذ «طالبان». تزامن ذلك مع إعلان حلف شمال الأطلسي أمس، عن مقتل 16 عنصراً من «طالبان» في هجوم تشنه القوات الأميركية والبريطانية بالتعاون مع الجيش الأفغاني في هلمند، خلال الساعات ال48 الأخيرة، فيما بدأت المروحيات الأميركية مساندة الجنود البريطانيين المنتشرين هناك. ووعد غيتس ب «حضور أميركي مهم في أفغانستان» في غضون سنتين الى أربع سنوات، على رغم تعهد أوباما بدء تقليص قواته هناك اعتباراً من تموز (يوليو) 2011، وذلك من خلال إعادة تموضع مشاة البحرية الأميركية (مارينز) في مناطق عدة، ونقل السيطرة في مناطق أخرى الى القوات المحلية بعد تدريبها، على غرار النموذج العراقي. وفي ما بدا تشكيكاً بنجاح خطة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي للحوار مع «طالبان»، بدت كلينتون غير مقتنعة بوجود استعداد ورغبة لدى قادة «طالبان» في تلبية ما تراه الولاياتالمتحدة شروطاً أساسية لتطبيع العلاقات مع الحركة، مثل نبذ العنف وقبول الدستور الأفغاني. وقالت إن واشنطن لا تملك معلومات مؤكدة عن اهتمام أي من قادة الحركة باتباع سبيل السلام. وعن الفساد في كابول، قال غيتس: «رسمنا صورة شاملة عن حكومة كارزاي، لكن في الحقيقة لدينا وزارات عدة مثل الداخلية والدفاع والزراعة والتربية حيث يقوم وزراء أكفاء وصادقون بعمل استثنائي». كما أشار الى أن بعض «حكام الولايات الكبرى صادقون وأكفاء». وفي الوقت ذاته، توقعت الوزيرة الأميركية تغييرات من خلال التأكد من تقديم المساعدة في المكان المناسب واستخدامها كما ينبغي. وقالت كلينتون إن «المال الأميركي لن يذهب الى بعض الوزارات» من دون أن تحددها، وأضافت: «عاينا عن كثب كلاً من برامج المساعدة المدنية والعقود، وقلنا بوضوح إننا لن نشجع السلوك السيء».