توقعت مصادر في الأكثرية والأقلية في البرلمان اللبناني ان تكون جلسة مناقشة البيان الوزاري الماراثونية التي تعقد غداً عادية على رغم ان مداخلات عدة ستتخللها من قبل نواب كتلتي حزبي الكتائب و«القوات اللبنانية» وعدد من النواب المستقلين تعترض على البند السادس في البيان الوزاري المتعلق بالمقاومة، امتداداً للاعتراض والتحفظ اللذين سجلهما 5 وزراء في الحكومة عليه. وعشية الجلسة أبدى كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ارتياحه امام زواره وأوساطه الى الأجواء التي تسبق عقد الجلسة. وقالت مصادر بري انه مدرك ان ثمة مواضيع ساخنة ستطرح خلال الجلسة تتعلق بما تضمنه البيان الوزاري حول المقاومة، وحول موضوع إلغاء الطائفية السياسية لكنه يعتقد ان اعادة الحرارة الى النقاش تحت قبة البرلمان وطرح كل القضايا يغنيان الحوار السياسي في البلاد ويعيدان ويشكلان عنصراً إيجابياً في الحياة السياسية. وإذ يتوقع ان تؤدي إثارة نواب الكتائب و «القوات» تحفظهم عن النص المتعلق بالمقاومة الذي أكده وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ امس بتكرار رفض الحزب إعطاء الشخصية المعنوية للمقاومة والقبول بتجزئة السيادة، الى ردود من نواب ينتمون الى كتلة نواب «حزب الله»، فإن الصايغ دعا الى «ترك اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها في البرلمان». وأشار الى ان التحفظ هو موقف استباقي لأي محاولة لصوغ سياسات على أساس البند السادس ويكون ذلك بتشكيل دينامية معارضة لكل قرار ينتج من البند السادس». ورأى ان «الوقت حان لإعادة وضع ثورة الأرز على مسارها التاريخي». وكان موضوع الجلسة النيابية أحد المواضيع التي تناولها الحريري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط خلال الزيارة العائلية التي قام بها رئيس الحكومة بعد ظهر امس الى المختارة لمناسبة ذكرى ميلاد الزعيم الراحل كمال جنبلاط، حيث وضع إكليلاً من الزهر على ضريحه. وذكرت مصادر المشاركين في اللقاء انه جرى التطرق الى الأجواء السياسية اثناء اللقاء في سرعة، وأن الحريري أبدى ارتياحه الى الأجواء التي تسبق عقد الجلسة، وكان لقاء المختارة التي شهدت زيارات وفود عدة ألقى فيها جنبلاط كلمات، مناسبة لتأكيد الحريري تحالفه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي إذ قال: «جئت اليوم كي أتذكر رجلاً كبيراً هو كمال جنبلاط ونتذكر وليد بك ونقف الى جانبه ونقول له دائماً سنكون معك والسما زرقا». وإذ تخللت اللقاء خلوة بين الحريري وجنبلاط، فإن الأخير كان أبلغ وفداً حزبياً شبابياً «اننا قمنا بواجباتنا على أكمل وجه في مرحلة ثورة الأرز... إنما اليوم لا بد من اعادة النظر بالاصطفاف السياسي». وأشار الى قراره في 2 آب (اغسطس) الماضي «الوقوف في المكان الوسطي»، وزاد: «إننا نحترم تحالفاتنا والأهداف الكبرى التي حققناها فنظام الوصاية خرج من لبنان والاستقلال أنجزناه... وسلاح المقاومة نحن في حاجة إليه الى ان تنضج الظروف، باستيعابه في الجيش والمؤسسات الرسمية فإننا نحتاجه دفاعاً عن لبنان...»، ودعا الى إزالة المتاريس بين 14 و8 آذار. من جهة ثانية، توقعت مصادر في الأكثرية ان يتبلور خلال الأسبوع الطالع جدول الزيارات التي سيبدأها الحريري للخارج متوقعة ان يزور المملكة العربية السعودية، فور انتهاء جلسات الثقة إذا توافرت المواعيد المناسبة لذلك، خصوصاً انه يفترض ان يشارك في قمة كوبنهاغن للتغيّر المناخي التي يرجح ان ينتقل إليها في 15 الجاري، على ان يعقب هاتين الزيارتين جدولة زيارته دمشق لتطبيع العلاقة معها وبدء الحوار حول العلاقات الثنائية والقضايا العالقة بين البلدين. وأمس أكدت مصادر في كتلة «المستقبل» النيابية ل «الحياة» انه شدد على حرصه على ضبط ايقاع المداخلات في المجلس النيابي استناداً الى نصوص البيان الوزاري، وتجنب السجالات في مواضيع خارجة عن نطاقه. وشرحت المصادر ذلك بالقول انه «يمكن الاستناد الى نصوص البيان الوزاري في إبداء الملاحظات في القضايا الخلافية باعتبارها نصوصاً تقر بوجود خلافات لكنها تدعو الى معالجتها بالحوار الذي كان اصلاً وسيلة التوصل الى البيان الوزاري ذاته وهذا يشكل حجة منطقية بعيداً من التشنجات وأسلوب التهجم». وذكرت المصادر ان الحريري عدّد الصياغات الإيجابية التي تم التوصل إليها وتوجه الى النواب قائلاً: «هناك أمور إصلاحية لمسنا تجاوباً فيها من وزراء معارضين. وأنا أدعوكم الى الانتباه الى القضايا الكبرى المطروحة علينا سواء داخلياً أم خارجياً وألا نتوقف امام أمور وننسى أخرى، فلا نفتح سجالات تخرج عن سياق البيان الوزاري ونصه». ونصح الحريري نواب الكتلة بعدم إطالة الكلام «لأننا ضغطنا البيان الوزاري اصلاً»، وبتوزع المواضيع التي سيتناولونها بحيث لا يحصل تكرار وإضاعة للوقت. وكان الحريري فاجأ صباح أمس منظمي ماراثون بيروت فشارك في سباق العشرة كيلومترات. كما شارك رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الحضور عند انطلاقة السباق. من جهة ثانية، قال رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية انه مع الانفتاح والتفاعل مع الأحداث لكي لا تؤثر سلباً في الساحة اللبنانية. وقال ان «كلام بعض الفرقاء بأن الرئيس الحريري مضطر للتعاطي مع الجو الجديد في المنطقة أو إنه مغلوب على أمره كلام حق يراد به باطل لأن للرئيس الحريري رأيه الخاص ولا يراجع ولا يسأل».