فشل موظفو الخدمات الأرضية التابعون للخطوط السعودية في عدد من المطارات الرئيسة في المملكة من التعامل مع آلاف المسافرين الذين تم تحويل رحلاتهم من مطارات مختلفة أو إلغاؤها أو تأجيلها، وذلك بعد تأخر جدولة الرحلات من المركز الرئيس التابع ل«السعودية»، إضافة إلى عدم تزويد موظفيها في المطارات بالمعلومة ليتمكنوا من الرد والتعامل مع المسافرين، ما جعل موظفي الخطوط السعودية العاملين في المطارات في وضع يرثى له لم يمكنهم من التعامل والرد على الاستفسارات، في حين توحدت جملة غالبية موظفي «السعودية»: «ننتظر التأكيد من جدة»!. وكانت المشكلة الرئيسة التي عاشها معظم المسافرين خصوصاً مع الخطوط السعودية في عدد من المطارات هو عدم معرفة أوضاع رحلاتهم، في الوقت الذي قدم فيه طيران ناس خدماته، ونجح في التعامل مع المسافرين في ظل أزمة الرحلات بحسب ما ذكره مدير العلاقات العامة في مطار الملك فهد الدولي في الدمام أحمد العباسي، والذي شهد أول من أمس تكدس المسافرين نتيجة العاصفة الرملية التي شهدتها البلاد، وتمكنت إدارة مطار الملك فهد من التعامل مع المسافرين في الوقت الذي تعذر على الخطوط السعودية التعامل معهم، وقامت بتأمين 15 حافلة نقلت مجموعة من المسافرين أمس إلى الرياضوالقصيم، في حين قدمت الوجبات الغذائية لعدد من المسافرين الذين عجزت الخطوط عن خدمتهم. وشهد مطار الملك فهد الدولي في الدمام، أمس «الجمعة» انتظاماً في سير غالبية الرحلات خصوصاً المحلية في حين لا يزال التعامل قائماً مع عدد من الرحلات الدولية والتي لا تزال في انتظار طائرات قادمة من وجهات أخرى. بيد أن المشكلة بقيت عالقة في الرحلات التي تم إلغاؤها أو تأجيلها. من جانبها، أوضحت الهيئة العامة للطيران المدني، بأن «الأحوال الجوية التي شهدها عدد من مناطق المملكة أدت إلى تأثر الحركة الجوية في عدد من مطارات المملكة الدولية والداخلية». وأضافت الهيئة في بيان لها أن كلاً من مطار الملك خالد في الرياض، ومطار الملك فهد في الدمام، ومطار الأمير نايف في القصيم، ومطار حفر الباطن في القيصومة، شهدوا انعداماً في مستوى الرؤية جراء عاصفة الغبار الشديدة ، ما استدعى تأجيل بعض الرحلات وتحويل بعضها لمطارات بديلة، وعودة بعضها إلى مطار الإقلاع». وأكدت الهيئة أنها تتابع الأحوال الجوية بشكل مستمر، للاطلاع على المستجدات، من خلال ما وفرته من أجهزة تشغيل حديثة في مختلف المطارات، وكذلك من خلال أجهزة الملاحة الجوية المهيأة للتعامل مع هذه الأوضاع، باستخدام التقنية المتمثلة بأجهزة المراقبة الجوية والرادارات المتقدمة. وذكرت أنها «تتلقى النشرات الجوية من الجهات المختصة، وتقوم ببثها عبر النظام الآلي، وتكون متاحة للمراقبين الجويين والطيارين، ويتم التعامل بشكل جاد مع أي تنبيهات جوية تصدر». وأوضحت أنها «تتابع مع شركات الطيران آلية توفير السكن والإعاشة للمسافرين المتأثرين». ورغم انتهاء موجة الغبار التي ضربت المنطقة الشرقية ونتج منها شلل تام في حركة الطيران بمطار الملك فهد الدولي في الدمام، إلا أن الأخير لا يزال يعاني من حال الارتباك وتأخير في بعض الرحلات التي استمرت حتى يوم أمس. ووصف مسافرون ل«الحياة» معاناتهم وتذمرهم من تأخر الرحلات بعد انقضاء موجة الغبار وإعادة جدولة مواعيد رحلاتهم مرة أخرى، مشيرين إلى أنهم قاموا بأخذ بطاقات صعود الطائرة (البوردنغ)، ولم يتم إبلاغهم بتأخير رحلاتهم إلا بعد دخولهم صالة المغادرة، وهو ما زاد من قلقهم وبخاصة أن معظمهم لديه مواعيد عمل وارتباطات أسرية وأنه لا مجال للتأخير. وأشاروا إلى أن المطار لا يزال يعاني من حال ارتباك واضحة بسبب إعادة جدولة مواعيد الرحلات الداخلية، والتي تشهد مشكلة بسب قلتها. مؤكدين أن المطار أصيب بشلل كامل إبان موجة الغبار، نظراً إلى تحويل وإلغاء الكثير من الرحلات، وقام موظفو المطار بإبلاغ المسافرين بأن المطار سيبقى مغلقاً حتى الساعة الثانية والنصف فجراً، فيما علق الكثير منهم بسب انعدام الرؤية تماماً في طريق العودة من المطار، واضطروا إلى البقاء في صالات المطار التي كانت تعاني من الأتربة المتراكمة بشكل كبير جداً. وبدت صالة الأمتعة مهجورة وخالية تماماً من المسافرين وكذلك توقف الحركة في المطار، كما بدت مكاتب شركات الطيران والمرافق العامة والسوق الحرة خالية تماماً من أي مسافر. وكانت «الحياة» حاولت الحصول على رد من الخطوط السعودية طوال أمس، إلا أنها لم تتلق أي رد أو تعليق منها.